الأربعاء، 16 مارس 2022

خِيَارُ الإنسانِ شعر: فؤاد زاديكى


 خِيَارُ الإنسانِ

شعر: فؤاد زاديكى

بِذِكرِ اللهِ يَحلو كلُّ أمرٍ ... بِسرِّ الرّوحِ في مَجدِ الخُلودِ

لأنّ النّفسَ ليستْ في أمانٍ ... بلا آفاقِ إغراءٍ سَعيدِ

تُريحُ البالَ والإنسانَ إلّا ... إذا كانتْ بإعدادِ الجهودِ

أرانا ربُّنا نورًا لِنحيَا ... على وعيٍ فَنسعى للسّجودِ

إلى أنعامِهِ شكرًا وحَمدًا ... عظيمٌ أنتَ يا ربَّ الجُنودِ

حُدودُ الفهمِ والإدراكِ باتتْ ... لدى الإنسانِ في عُسْرٍ شَديدِ

أضاعَ الرُّشدَ في وهمٍ بليدٍ ... فصارَ الجهدُ في ضيقِ الحُدودِ

إلهي قد خلقتَ الخيرَ لكنْ ... خلقتَ الشّرَّ أيضًا بالوُجودِ

إلى هذا وذاكَ انساقَ فكرٌ ... مِنَ الإنسانِ جهدَ المُستفيدِ

هُوَ المسؤولُ عن أيٍّ اختيارٍ ... وهذا واقعُ الحالِ الولِيدِ

فإمّا ذلكَ المُرضي إلهًا ... وإمّا ما إلى فعلٍ بليدِ

لنا حرّيَّةٌ والفكرُ ساعٍ ... وكارُ النّفسِ يسعى للمزيدِ

إذا تاهتْ وضلّتْ عن طريقٍ ... يكونُ الفكرُ مَسدودَ الوريدِ

لِهَذا ينبغي وعيٌ وفًهْمٌ ... وتَشميرٌ أكيدٌ عنْ زُنُودِ

لأجلِ الخيرِ فالشّرُّ ابتِعادٌ ... عَنِ المأمُولِ مِنْ فكرٍ رشيدِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق