الأحد، 9 أكتوبر 2022

-( مصياف في ذاكرة شاعر ) شعر : حسين المحمد


*--------( مصياف في ذاكرة شاعر )--------*


مصيافُ تبقى وفي ذكرايَ للأبدِ

             كجنّةِ الخلدِ عند الواحدِ الأحدِ

مصيافُ تبقى لها ذكرى بباصرتي

        نسيمها كم شفى العلّاتِ في كبدي

لمّا أتيتكِ يامصيافُ مرتجلاً

           عينايَ قد شُفيتْ حالاً من الرّمدِ

فيكِ الحضارةُ والأخلاقُ سائدةٌ

          وأنتِ جزءٌ من الأمصارِ في بلدي

فيكِ الصّنوبرُ والأوراقُ وارفةٌ

          ونشوةُ الروحِ قد تبقى إلى الأبدِ

فحصنكِ اليوم للتاريخِ شاهدةٌ

           دعت فرنسا لأن تأتي من المددِ

كم يستثيرُ فضولي حين أرمقهُ !!

                كم كان يملكُ للعدّاتِ والعتدِ

لكنّها سقطت عيد الجلاءِ لنا

           فجنّةُ الأرضِ لاتخلو من الحسدِ

مادامتِ الأرضُ والأفلاكُ قائمةٌ

         مصيافُ تبقى غذاءَ الرّوحِ للجّسدِ

وهبتكِ الحبَّ يامصيافُ خالصهُ

               حبٌّ تغلغلَ ضمنِ الروحِ للأبدِ

أعيذها نظرةً من عينِ ثاقبةٍ

                  كي لاأميّزَ بين الجدِّ والولدِ

كلاهما معدنُ الياقوتِ درّتهُ

          وعسجدٌ خالصٌ يقوى به عضُدي

لكِ التّحيةُ يامصيافُ أرسلها

    ومن ( حُسينٍ ) يصاغُ الحرفُ بالعددِ

حياكِ ربّي فأنتِ اليومَ دوحتُنا

               وبلبلُ الدّوحِ غنّى لحنَ منفردِ

إنّ الحضاراتِ لن تُمحى بزوبعةٍ

         شدّي الأواصرَ يامصيافُ واتّحدي

----------------------------------------------------

شعر : حسين المحمد / سورية / حماة /

محردة ------------( جريجس ) ٨/١٠/٢٠٢٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق