مِنْ وَحْي المَولِدْ
ماذا تُضيفُ بَلاغَتي وبَياني
ياأيُّها المَمْدوحُ في القُرْآنِ
حَتّى وإنْ هاجَ القَصيدُ بِخاطِري
وأجادَ في كُلِّ اللُغاتِ لِساني
سَيَظَلُّ شِعْري في مَديحِكَ قاصِراً
مَنْ ذا يَطالُ مَدائِحَ الرَّحْمَنِ
لكِنَّني والشِّعْرُ فَيْضُ عَواطِفٍ
ومَشاعِرٍ تَطْغى عَلى الوُجْدانِ
سَأصوغُ فيكَ قَلائِداً حَبَّاتُها
أبْهى مِنَ الياقوتِ والمَرْجانِ
عَلّي أنالُ بِها الشَّفاعَةَ والرِّضا
وأفوزُ يَوْمَ الجَمْعِ بالغُفْرانِ
فَلِمَنْ أصوغُ جَواهِري إنْ لَمْ تَكُنْ
لِلرَّحْمَةِ المُهْداةِ لِلإنْسانِ
صادٍ أنا وجَميلُ ذِكْرِكَ سَيِّدي
يَشْفي ويُرْوي غُلَّةَ الظَمْآنِ
يامَنْ بُعِثْتَ مُعَلِّماً ومُتَمِّماً
لِمَكارِمِ الأخْلاقِ بالإحْسانِ
صَلّى عَليكَ الله تَكْريماَ وتَشْريفاً
بِكُلِّ فَريضَةٍ وأذانِ
وقَضى بِذِكْرِكَ عِنْدَ كُلِّ شهادَةٍ
ذِكْرٌ أحَلَّكَ في المَقامِ الثاني
في يَوْمِ مَوْلِدِكَ المَدائِنُ أشْرَقَتْ
وتَألَّقَتْ مِنْ نورِكَ الرَّبَّاني
أشْرَقْتَ ياخَيْرَ الوَرى في أمَّةٍ
غَرِقَتْ بِوَحْلِ جَهالَةٍ وهَوانِ
فَغَسَلْتَ بالإيمانِ غِلَّ صُدورِهِمْ
مِنْ سَوْءَة الأحْقادِ والأضْغانِ
ومَحَوْتَ بالقُرْآنِ زَيْفَ ضَلالِهِمْ
وأنَرْتَ قَلْبَ التَّائِهِ الحَيْرانِ
آخَيْتَ بَيْنَ مُهاجِرٍ ومُناصِرٍ
فَغَدَوا كَما الأَرْواحِ للأَبْدانِ
وجَعَلْتَ تَقْوى اللهِ ميزاناً لَهُمْ
لافَرْقَ في الأَنْسابِ والألوانِ
ونَشَرْتَ يامَوْلايَ خَيْرَ رِسالةٍ
أتْقَنْتَ فيها أيَّما إتْقانِ
وبَنَيْتَ لِلإسْلامِ صَرْحاً خالِداً
حُيّيتَ ياخَيْرَ الوَرى مِنْ بانِ
ياسَيِّداً مَلَأَ الوُجودَ عَدالَةً
وأقامَ ديناً راسِخَ الأرْكانِ
ماذا أُحَدِّثُ عَنْ سَجاياكَ التي
فاقَتْ حُدودَ الوَصْفِ والحُسْبانِ
سَتَظَلُّ في خَلَدِ الزَّمانِ مَنارَةً
لِلْحَقِّ َتسْتَعْصي على السُّلْوانِ
عَطَّرْتُ قافِيَتي بِذِكْرِكَ سَيِّدي
لِتَكونَ في يَوْمِ اللِّقا عُنْواني
طَمَعاً بِأَنْ أحْظى لَدَيْكَ بِشَرْبَةٍ
مَعْسولَةٍ مِنْ حَوْضِكَ الرَّيَّانِ
إنْ لَمْ تَكُنْ عَيْني رأتْكَ فَمُهْجَتي
تَرْنو إلَيْكَ بِمُقْلَةِ الوَلْهانِ
فاعْذُرْ أبا الزَّهْراءِ إنْ قَصَّرْتُ في
هذا المَديحِ حَقائِقاً ومَعاني
فَجَمالُ ذِكْرِكَ فَوْقَ فَيْضِ فَصاحَتي
وجَلالُ قَدْرِكَ فَوْقَ حُسْنِ بَياني
صَلّى عَلَيْكَ الله ماطافَتْ على
هذا الوُجودِ دَقائِقٌ وثَوانِ
حيان مصطفى هبرة
السبت، 8 أكتوبر 2022
مِنْ وَحْي المَولِدْ.. بقلم الشاعر..حيان مصطفى هبرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق