* طلٌّ على طلل*
طللٌ تقهقرَ للوراءِ تجرُّهُ
أذيالُ ريحٍ أو صدًى لصياحِ
بابٌ تلاعبُهُ العواصفُ أم له
في القبضتينِ تزاحمُ الأشباحِ
وعلى الرمالِ حديدةٌ قد خلتُها
إلا تساقُطَ أضلعِ المفتاحِ
لم ألقَ آثارًا لخلِّي هاهنا
غيرَ المودةِ والندى في الراحِ
يتراقصُ الرعدُ المصاحبُ ومضَهُ
فيقولُ شعرًا من صميمِ بواحي
أخفيتُ في الذكرى الحزينةِ مدمعي
أظهرتُ بعضَ مدامعي في راحي
وتمسَّدت آهاتُ نفسي في الجوى
وتقوقعت بينَ الضلوعِ جراحي
مازلتُ أُسرفُ كاهلي في ليلةٍ
ليضيءَ حتى يستفيقَ صباحي
وأنا أسيرُ مدجَّجًا بمواجعي
وألومُ فيه تكسَّرَ المصباحِ
ونفضتُ دهري لا أريدُ تشاؤما
حتى جررتُ من اللهيبِ وشاحي
وجعلتُ من هذا الزمانِ وسيلةً
فإذا يمرُّ فكلُّ يومٍ ماحي
كلتا يدي من الزهورِ وراحتي
من زهرةٍ عبقت ونشرِ إقاحي
وسقيتُ ذكراي القديمةَ رشفةً
وخفضتُ للألمِ المسنِّ جناحي
وجلستُ ألتقطُ السرورَ مخافةً
أن لا تعيدَ الذكرياتُ صلاحي
كافحتُ مذ بَرَزَت يداي على الثرى
من يومها وأنا أعدُّ كفاحي
الصبرُ أضحى ترجمانَ كهولتي
والخوفُ شرعًا لم يكن بمباحِ
وجمعتُ من زمنِ الطفولةِ موقدًا
فيه الأثافي سُوِّيت برياحِ
في كلِّ يومٍ قد تموتُ نفوسُنا
وبها يُخلَّدُ كلُّ شخصٍ صاحي
أنا صخرةٌ ملساءُ تقهرُ خابطًا
أو مَن توعَّلَ كي يرومَ نطاحي
في القلبِ واريتُ الشعورَ ونبضةً
وَجْلاءَ تُفزعُها خطى السفّاحِ
سَمِحٌ تراني في المواقفِ هكذا
تُلقي يدايَ إلى الجميعِ سماحي
هذي البشاشةُ أمطرت من راحتي
وهناكَ طلٌّ صبُّهُ استملاحي
أنا كنتُ مبعوثًا لذاتي قائمًا
بالقسطِ تشهدُهُ هنا ألواحي
زمنٌ يواربُ كي يُسنَّ رعيلَهُ
ويعيدَ أدلجةً لكلِّ وقاحِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
الأربعاء، 4 يناير 2023
* طلٌّ على طلل*بقلم سيد حميد عطاالله طاهر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق