《سراب》
١.. سرابٌ لاحَ عن كثَبِ
كما شَمسٍ ولمْ تَغِبِ
٢.. وما عيني تُكذِّبُني
فذاك كما رأيتُ ظَبي
٣.. فأقلقني وأرّقني
بِقَدٍّ ناهِدٍ لَهِبِ
٤.. وأثقلني وألهمني
وألغى شاعرَ النَّشَبِ
٥.. أطلّ بِنورِهِ يَروي
حكايا مُثقَلٍ خَصِبِ
٦.. كما غيثٍ سقى مَيْتاً
بِصحراءِ الثّرى الجَدِبِ
٧.. ورغم مسافةٍ ثكلى
دعتني عَثْرَةُ الأدَبِ
٨.. فَإنْ يَمْدُدْ بهِ المَمْشى
تخاطِبْ خَصرَهُ هُدُبي
٩.. وإنْ يجلسْ بُعَيْدَ غِوىً
أزِدْ مِن خَطْويَ الرَّغِبِ
١٠.. وما أنْ يَعْثُر المَبنى
يُرى ما لا يراهُ صَبي
١١.. وصَبري سَكْرةُ المُضنى
بِلا خمرٍ ولا رُطَبِ
١٢.. أرى بِلِقائهِ أملاً
يُغيثُ نواتجَ العطبِ
١٣.. وقد أفْرَدْتُ أورِدَتي
لِمُهرٍ راقصٍ لَعِبِ
١٤.. كأنَّ جِمارَهُ ولَجَت
حشاشةَ قلبيَ السَّلِبِ
١٥.. وبعد هُنَيْهَةٍ غُفِلَت
تلاشى عن مدى الحُجُبِ
١٦.. فما لِمُضيِّهِ مَعنى
وما لِلسَّيرِ من سَبَبِ
١٧.. فقد أردى فؤادَ فتىً
وإنْ كان الفؤادُ أبي
١٨.. ونَزْفُ الشّوقِ أوصلني
إلى الآياتِ دونَ نبي
١٩.. وقد وَغَلَت لواعجَ مَن
تبدّى واهِمَ الكُثُبِ
٢٠.. وما أغنَت عن المَسعى
بل ازدادت رؤى الصَّخَبِ
٢١.. وكم لِمَلامِحِ الرُّؤيا
خيالٌ صِيْغَ من رَهَبِ
٢٢.. إذا هَبَّتْ رياحُ غِوىً
فما مِن مَغنَمٍ رَحِبِ
٢٣.. أسيرُ الحُسْنِ مُحتجزٌ
بِقَيدٍ حازمٍ رَطِبِ
٢٤.. إذا ما حُرِّرَت يَدُهُ
لِزاماً تاهَ في السَّرَبِ
أحمد رستم دخل الله .. A, R, D
الثلاثاء، 10 يناير 2023
《سراب》بقلم الشاعر...أحمد رستم دخل الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق