بغداد وأنت ِ////// عبد الرحمن الاحمد
تعودت ُحزنَ الليلِ مذ كنت ُوالصبا
وجارت سهامُ الغدر ِ غدرًا على غدرِ
أكابدُ ملءَ الصبرِحتى كأنني
تعودتُ والأيامُ سفرٌ على سفرِ
أصولُ وحدَ السيف يعصف بالعدا
وتمضي جراحُ الأهل طعنا من الظهرِ
وقفت وحدُ الموتِ يأنس بالفتى
وضاقت ديار ُالصحب تستاء من صبري
أنا المارد المعطاء علمني الهوى
ورحت أخوضُ الدهر والموت من صغري
أعلّمُ كل الارض حرفي وقصتي
وأقرأ سطر الماء إن كنت لاتدري
ولن يستقيم الأمر الا بصولتي
واني زرعت الأرض والماء في الصخرِ
أتعلمُ أنّ الأرض كانت بصحبتي؟
وكانت ربى العشاق تغفو على صدري
أتعلمُ أنّ الله أوحى الى الندى؟
وجاءت طيور الكون تنسل من طيري
أغازلُ وجه الشمس والصبح من يدي
وأمسحُ وجه الليل بالعطرِ والفجرِ
أساجلُ والأشعار ترجو يراعتي
ويحلو قريض الشعر ان كان من شعري
تعلمتِ الأقوام مني ومن يدي
تفوح القرى والطيب ينساب من قدري
أتنكرُ أنّ الأرض كانت قبيلتي؟
وسادت على الأفلاك بغداد في الدهرِ
معللتي والليل يجتاح وحدتي
وأنت بأرض ِالله والوجه كالبدرِ
تنفس وجه الصبح هلا تزورني
وأصحو قبيل العصر والثغر في الثغرِ
معللتي أشتاق والوصل منيتي
وتحنو شغاف القلب يالذة العمرِ
يحاصرني التهيام أنتِ وسادتي
ويدنو نثيث الغيم ينصبّ كالجمرِ
وكنت كوجه الصبح يغسل بالندى
فياليت وجه الصبح ظبي على الخدرِ
أهزّ جذوع النخل والثمر غايتي
ويسقط أحلى التمر تمراً على تمرِ
فيا أيّها العشق القديم وصيتي
واذ بيننا الأيامُ تشكو من الهجرِ
تعالي الى بغداد ان حان موعدي
وشمي تراب اللحد وابكي على قبري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق