الجمعة، 10 مارس 2017

أيتها العصفوة الطائرة. بقلم جهاد بلعوم

أيتها العصفوة الطائرة..
عمّ تبحثين !
صوت أجنحتك المكسورة يصم الريح
إن كنت ظانة أنه ما زال هناك..
حد شجرة الوقت
فسيخيب ظنك سريعا
فالوقت رحل منذ البارحة
ورحلت معه أشياء كثيرة ...
رحل الصباح ..
بعد أن عقد صفقة جديدة مع الريح
ألا تزعج الخريف ثانية
وألا تباغت العصافير وهي نائمة
أيتها العصفورة الطائرة
إلى أين ترحلين !
إن كنت تعتقدين أن الصيف ما زال هناك ..
أعلمك !
أن الفصول قد تمردت على الجهات
وأعلنت أنها لن تفي بعد بعهودها مع الأرض ..
فالوقت كئيب
واذان الفجر لن يرفع
فقد قتله الليل
وأخفى جثته على منابر الصمت 
موجع صدى الموت
فلا تسقطي عند سفحة الجبل
حتى لا يسخر منك الشجر
أيتها العصفورة !
تعالي أقص عليك أحاديث الخيانة 
لا تصل خلف أئمة الريح
فإمامتهم غير شرعية
لأنهم يحاربون الأجنحة ...
وينهون عن الصلاة خلف الفجر
أيتها العصفورة..
عمّ تبحثين !
لون ريشك ما عاد يخيف الليل
فلا تطيري حده
حتى لا ينتبه إليك
فقد عقد صفقة جديدة مع الموت
أن يزعج الفرح ..
وأن يرافق تلك الصور
التي يظهر فيها النهار 
وهو يداعب أجنحتك المكسورة
أيتها العصفورة الطائرة
لا تقصي حكايا الحرية على الشجر
حتى لا يخذلك كما خذلك العرب ..
أنت لا تعلمين كم هو محبط 
 أن تسقطي وأنت مكسورة الجناح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق