الحَقُّ أَبلجُ
_ كلمات الشاعر عاطف حجازي _
القدسُ هانتْ والشّموخُ كَسيرُ
وعيونُ قلبي مسّها التّأثيرُ
وكلابُ أمّتِنا المُبَجّلُ وجههُم
لفَظوا المُروءةَ والأجيرُ أجيرُ
باعوكِ يا أرضَ الرّسائلِ مثلَما
باعوا العُروبةَ والخِرافُ كثيرُ
في كلّ حاضرةٍ ترى أمجادَهم
هُم كالدّوابِ وطَبعُهم خنزيرُ
كانوا حُفاةً والرمالُ تَحفّهم
سَكنوا القصورَ ومالُهم موفورُ
قد عزّهم إسلامُنا وطريقُنا
من بعدِ جهلٍ رافقتْه شرورُ
والشّعبُ حَيْرى في الفَلاةِ عقولُهم
ما يصنعون وحكمُنا مأجورُ
أيموتُ من عاشَ المذلّةَ صاغراً؟!
ويعيشُ نذلٌ خائنٌ وحقيرُ؟!
ويعيش من قبل المخازي سيدا؟
وتموت أسدٌ في الخطوبِ أزيرُ؟!
هذا لَعمري ماجَناهُ شِقاقُنا
قدسٌ تئنّ وسيفُنا مبتورُ
هذي العراقُ دموعها موؤودةٌ
ودماءُ دجلتِها ثَراهُ أَسيرُ
بغدادُ يا حبّي المسافرَ بالمدى
قنديلَ عشقٍ مالهُ تقتيرُ
مهما غدا الغادونَ يبقى عِزّكِ
بالأصغريْنِ مُسافرٌ وقَريرُ
طوبى لها طوبى لشامِ رسولِنا
جُندٌ مُجنّدَةٌ وفيها أميرُ
فيها الملائكُ يشحذون سيوفَهم
فيها البطولةُ والزمانُ سريرُ
إنْ جارَ وقتٌ فالرجالُ قلوبُهم
موجٌ يُناجي ربّهُ وهَديرُ
فالبحرُ يبقى كنزَهُ في درّهِ
والدّرّ في عُرفِ البُحورِ بشيرُ
والحقّ أبلجُ والسيوفُ تحفّه
والحبّ أنسامٌ لماها حريرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق