في الذكرى السنوية التاسعة لوفاة محمود درويش أُعيد نشر القصيدة التي رثيتُه بِها.
لا ،لم تمت يا فارسَ الشعراءِ
أصداءُ صوتكَ في ذرى الأنحاءِ
لكن َّقلبَكَ من لظى آهاتهِ
ملّ الخُفوقَ وراحَ ليسَ بِناءِ
ناحتْ حمائمُنا عليكَ ورُوِّعَتْ
بُحَّ النشيدُ وذا العَناءُ عنائي
تبكي الجليلُ ولا مثيلَ لِخَطْبِها
أَفِلَ الهلالُ فمنْ يُضيءُ سمائي
وتوشّحَتْ كلُّ الرّبا بِسَوادِها
في كلِّ دارٍ مجلسٌ لِعَزاءِ
يا سنديانَ الأرضِ أنتَ مُعَلِّمٌ
رسَّخْتَ جذري وابتعثْتَ رجائي
حلَّ الغيابُ ولا أظنُّ جَهِلْتَهُ
أهْديْتَ حضرتَهُ سنىً بِسَناءِ
وتركْتَ خيلاً في العَراءِ وحيدةً
بكَ تقتدي بِعزيمةٍ ومضاءِ
ما زلتُ أذكرُ والفخارُ يهزُّني
( سجّلْ) وتُلجِمُ ألْسُنَ الغُرَباءِ
وجعلْتَ لِلشّعبِ الشّريدِ هُوِيَّةً
أفْحَمْتَهم بِزَنابِقٍ بيضاءِ
حنَّ الأنامُ لِخبزِ أُمِّكَ إنّهُ
والقهوةَ السمراءَ خيرُ دواءِ
ولدتْكَ فذّاً يا لها من حرّةٍ
أمّ الرّجالِ شبيهةِ الخنساءِ
هذي فلسطينُ الحبيبةُ ودَّعَتْ
حِبّاً لها بالوردِ والأنداءِ
حضَنَتْكَ في قلبِ التّرابِ منارةً
أنشودةً لبطولةٍ وفداءِ
أنتَ الذي رسمَ الدروبَ لأهلِنا
مُزْدانةً بالهمّةِ الشّمّاءِ
والحُلمَ أنتَ نقشتَهُ بِنُفوسِنا
وطني وتبتهجُ الدُّنا لندائي
محمودُ باقٍ أنتَ كلُّ قصيدةٍ
تسمو بِكم في القمّةِ العلياءِ
ماضٍ كحدّ السّيْفِ تفضحُ زيفَهم
يا سيّدَ الشعراء والشُّرفاءِ
يزهرُّ لوزُ الروضِ يهتفُ باسمكم
يزهو،يُبادلُكَ الوفا بِوفاءِ
ستظلُّ ما مادتْ سنابلُ قَمْحِنا
ما لاحَ عشبٌ في الذرى الخضراءِ
والليلُ آخرُهُ نهارٌ مُشمِسٌ
فَدِماءُ جدّي أيقظَتْ أبنائي
... ليلي عريقات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق