○●16/8/2020
غضب
جحافل الصمت أسَرَتني، رمتني
في زنزانة رطبة تعشعش فيها
عناكب الوحدة.كتب على بوابتها
جزافاً : مقهى.
فليكن..أساكن نفسي ونحتسي
القهوة المرّة معاً. الإصرار على
العمل غدا جريمة بحق البطالة يستوجب العقوبة الفورية.
المدينة خاشعة وبيوتها ساجدة،
المآذن تشرئب باحثة عن حماية
غيبية من وباء شرس يعيش
في ركام إنسان خلفته حرب
مزقت الأوصال وهجّرت خيرة
الشباب طلباً للأمن والأمان والى
بقايا حرية قيدتها حضارة العالم
بأصفاد أمنها .
من عوالم مبهمة حملت رياح
الخوف طيوراًذات رؤس غريبة،
لاأعلم نوعها أو اسمها بنت
أعشاشها في خراب المدينة،
تشارك فيما تبقى من فتات لقمة
العيش.
من زاويتي المظلمة أطل بكثير
من الحيرة على صالة (المول)
التي سرقت نظافتهاخلسة من
سلطة المدينة٠
بعيون كليلةأصابها عمى الألوان
لا ترى سوى الرمادي بعد أن
هاجرت خيوط الفجر التي تغزل
الشفق بألوانه المترعةبالجمال،
وأصبح يطل علينا من أفق بعيد،
ينثر ضياءه في عوالم اخرى،
أرقب جموعاً مقنعةمن الشيوخ
والكهول والأطفال وندرة من
الشباب،وفتيات بوجوه بريئة
يافعة جميلة،عيونها حيرى..
الكل منهمكاً فى الحديث عبر
الهاتف المحمول، وكأنهم يهربون
من وجع واقع لا يستطيعون
حياله شيئاً٠التحدث بلا مواجهة
لا يتطلب وضع النقاط على
الحروف.. مخاتلة
منذ ان ملكتني هواية السجن في
هذاالمقهى لم أرى ثنائي يتهامسان والشوق في العيون والشغف
يترنح على الشفاه، فهل أصبح
إعلان الحب هو أيضاً خطيئة أم
أن حاجزاً طياراً قد اختطفه ٠
فالحب لا ينصاع لحظر التجول...
(نبيل سرور)
الأحد، 16 أغسطس 2020
نبيل سرور .... غضب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق