التَّحدي __________________________البحر : البسيط
قد عشتُ في زمنٍ قد راقهُ السَّفرُ ___ لكلِّ منطقةٍ يحيا بها الحضرُ
حتَّى تُركتُ بقفرٍ ليسَ يرغبُهُ ___ من شدَّهُ وجدٌ فراحَ يعتمرُ
تمرُّ أيَّامُ صيفٍ كادَ يحرقني ___ لا من ثمارٍ بدت والزَّهرُ ينتحرُ
مني العزيمةُ خارت إذ عطشتُ وما ___من راغبٍ بوصالٍ والهوى عسِرُ
لم يهدأ الجذرُ في بحثٍّ يؤمِّنُهُ ___ إنَّ الحياةَ لها في القلبِ مُنتصرُ
..................
لا لن تموتَ لنا الأغصانُ إذ زحفت ___منا الجذورُ إلى ماءٍ لهُ الأثرُ
قد بتُّ شامخةً واللهُ يكلأُنا ___ وذاكَ فضلٌ رعانا من لهُ القدَرُ
في البعد ترنو لنا سيَّارةٌ وقفت ___ تحتاجُ ظلاًّ ظليلاً ليسَ ينحسرُ
أوراقنا انتفضت زهواً وقد رغبت___في نشرِ ظِلٍّ لمن يأتي إذا عبروا
فالحبُّ منغرسٌ في قلبِ من كرموا___ وبالعطاءِ سنحيا ما لهم خسروا؟!
.................
نحنُ الَّذينَ صبرنا والهوى ألقٌ ___ نبقى على العهدِ من فضلٍ لمن سبروا
روحُ المودَّةِ قد تُنهي لنا ألماً ___وبالوصالِ يجودُ الخيرُ ما انتظروا
لا يأسَ من كرمٍ والقحطُ في زمنٍ___ قد ينتهي بنوالٍ والأُلى خبروا
من عهدِ يوسفَ والخطَّابِ إذ وفدت___ لهم وفودٌ فكانَ الخيرُ إذ جبَروا
هذي أماناتُ مَن للخلقِ موصلها ___يُجزى على حملها أضعافَ من شكروا
................
إنَّ النَّباتَ لهُ روحٌ يُعذِّبها ___ إهمالُ من قدروا والوصلُ يُنتظرُ
وكلُّ حيٍّ لهُ حقٌّ فلا بطرٌ ___ ينهي حياةً لمخلوقِ وذا خطرُ
يحتاجُ كُلُّ امرىءٍ ما عندَ بارئِهِ ___فلا يُغرُّ قويٌَّ إن بِهِ اندحروا
صلَّى الإلهُ على من جادَ في وصلٍ ___ بكلِّ ما ملكت أيدٍ لمن حضروا
صلُّوا عليهِ وسلِّموا وتعلَّموا ___من كلِّ فعلٍ كقولٍ كانَ ينهمرُ
.................
الأحد 19 ذو الحجَّة 1441 ه
9 أُغسطس 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق