عابر سبيل، همسات بأذن الريح
١ (ضمان) من قال أني سأغفر، وإن فَعلتْ، من يَضمنُ لي أنها لن تنكأ الجرح، مرّة بعد مرّة!.
٢ (انتباه) لم يكن يعنيني انتظاره لي في محطة الباص كل يوم، الذي يعنيني بصدق أنه تجاوز حدود الوقاحة، أخذ يكتب أسمه على ظهور المقاعد، وحين لم يجد مقعداً خاليا ً، هز كتفيه، لكنه ترك أسمه على ظهر السائق!.
٣ (جلطة) وَضعتْ يدها على قلبي، لا أعرف لكني تنهدّتُ بصدق لأول مرة، قالتْ وهي تعقد مابين حاجبيها :
_هل يوجعك هذا حبيبي؟ اومأتُ برأسي، حيرَتني البنتْ، لم تكدْ ترمش حتى فاضتْ بحيرة عيناها بدمعٍ صحبه نشيجٌ عذبْ،قلت :
_طيّب لاتبكي، انظري اتلفتِ كحلَ عينيكَ. ضَحكتْ فجأة وكادتْ تشرقُ بدمعها، قالتْ وهي تمسح عينيها المحمّرتين بكل مالديها من المناديل الورقية :
_ لن أبكي، أنا اسمع كلامك بسرعة، لكن عدني بأن لاتمت، ليس قبل أن نشيخ معاً. هذه المرة بكينا سوية!.
٤ (رجل الخريف) في الماضي، كانت نظرة واحدة مني يمكن أن تطيح بعشرات النساء، الآن لم يعد لهذا قيمة، وكلمة عمو أصبحتْ سبباً في أن أشدُّ شعري، مرّة بعد مرّة!.
٥ (وطن) وانا الصق ظهري إلى جذع الشجرة، شَعرتُ بمن مسَّ كتفي من الخلف ، حين التفتُ كانتْ عصفورة، قالت وهي بالكاد ترفع طرف جناحها :
_أنظر، أحدهم سلبَ عشيّ. عندما رَفعتُ رأسي لم يكن ثمة أثر لعش ما، فقط بضعة أعواد متناثرة بذل الغصن جهداً للحفاظ عليها، قلت وأنا أمسحُ على رأسها بود :
_ومن فعل ذلك، أعني من كان السبب بهذا الخراب؟ قالت وهي تنقر طرف سبابتي بغضب:
_اظنها العاصفة، على أحدهم أن يعاقبها، هل ستفعل ذلك من أجلي؟ . قالت ذلك وحاولتْ تقبيل فمي بمنقارها الصغير، نكّستُ رأسي للأرض ثم تنهدتُ، قلت بأسى :
_أنا أيضاً دمرتْ العاصفة عشيّ، أقصد داري. كانت يدي ترتعش وأنا أشير لها نحو كومة الأنقاض التي كانت فيما مضى بيتي .
٦ (بلا جدوى) على سبيل الألم، هل ثمة وجع في الجوار؟ أحتاج البعض منه، فأمي قد ماتت أخيراً!.
٧ (نقطة ضعف) اتذكّر وهي تداعب أرنبة أنفي بأصبعها أنها همستْ :
_هل لكَ بأن تحكَّ أسفل ذقنك بعنقي من الخلف؟ . عندما فعلتْ، هَوتْ مرّة واحدة، ولم يعد ثمة مجال بعد ذلك للشكوى!.
٨ (خيانة) طوقتها من الخلف، حدث ذلك في شرفة غرامنا، لكنها وهي تتنهد، وهي تفعل ذلك بصدق، َتمتمتْ بأسم آخر، ليس فيه أيُّ حرف من أسمي.
بقلم /رعد الإمارة /العراق /بغداد
السبت، 8 أغسطس 2020
قصيده : عابر سبيل للشاعر رعد الإمارة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق