الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

محمد الفضيل حفاوة ... الشهاده

 الشهادة ..


.


( هي شهادة زوج مفجوع في زوجه الراحلة )


.


ناع نعـــــــاكِ لقتل بعلك يَمْزَعُ


عجبي  أيقتل  والـــــه  و يُرَوّعُ ؟


.


و تَرُدّ تخنقني الدمـــــوعُ هواطلا


والحرفُ في حلقي يغصّ و يُقطعُ


.


هل غادرت حقّا (فتيحة) وانقضى


عهدي بها ضرما يـــــؤجّ فيسفع


.


أَوَ أَسْرَجَتْ سحرًا تريد مــــــؤبّدا


أم أنّها بعـــــــــد الغياب سترجع؟


.


رحلتْ و فــي الأحشاء لفح تلوّعٍ


أنّى التفتُّ مـــــــــــواجع و تفجّع


.


كيف السّلوُّ وكيف أكتم حــــرقتي


و بخافقي وخـــــــز الفجيعة مقذع


.


هبني اجترعتُ مـن التّصبّر أبحرًا


مــــــــــــــاذا تفيدُ وغلّتي لا تدفع


.


وإذا نظرتُ إلى تمــــاضرَ مزّقتْ


قلبي بلا قصدٍ تنوحُ فــــــــــأُرْجِعُ


.


آهٍ نوار أما لدمعك مــــــــــــــوعدٌ


أم أنّ دمـــــــــــــعك للفقيدة يُرجعُ ؟


.


عذرًا فما تُجدي الدّموعُ ولا البكا


أو كنتُ أبكي الدّهـــــر لا أتورّعُ


.


في كـــــــــــلّ ركن للتذكّر مشهدٌ


يحيي الجــــــــراحَ الغافيات فتلسع


.


فـــــــــــــرشاة أسناني إليك تشدّني


حسرى تحــــــــــنّ وفيّةً لا تخدعُ


.


أمّا إزارك للصـــــــــــــلاة فغصّة


تذكي الدّمـــــوع الهاتنات وتَجْرَعُ


.


تشتاق طلّتك البهيّة قــــــــــــهوتي


و يظلّ يذكــــــــرك اللقــاءُ فيدمع


.


مــــــا مثل شايُك للضيوف معتّق


يجلى المتاعب عـن معنىً يجرعُ


.


ما بال (شــالك) إن رجعتُ لغرفتي


بطرا يهزّ كـــــــــوامني و يُروُّعُ


.


حتى الفســــــاتين البسيطة تشتكي


هول الفــــــــــراقِ حزينة تتقطّع


.


من تي التي تبدي وتظهر حسنها ؟


من حسنك الفتّان ثوبك يكــــــرعُ


.


فإذا وقفتُ على مقـــــــامك هزّني


شوقٌ لأركـــــانِ الضّلوع يزعزع


.


مـــــا كنتُ أحسبُ أنّ عشقكِ آيةً


كبرى يخرّ لها الجحــودُ و يركعُ


.


سبحــــــانَ من زرعَ المودّةَ بيننا


روضًا وثنّى بالتـــــــــراحمِ يُشْفِعُ


.


يا من سموتِ على الغيومِ طهارةً


وسعيتِ يتحفك العفــــــافُ و يرفعُ


.


ماذا وجدتِ سـوى التعفّفِ و التّقى


سترا يغطي الطّـــــــاهرين ويشفع ؟


.


صلّيتِ فـــــرضك لا يُضامُ كتابه


و أقمتِ شهـــــــرك للنوافل يجمعُ


.


و سموتِ بالعرض المصون فسبّحتْ


جذلى اللوامعُ أَنْ نقـــــــاؤك أرفعُ


.


و إذا أمرتكِ قبلَ تــــــــــمّ تلفّظي


لبّى خضوعكِ سابقا يتـــــــــورّعُ


.


مـــــــا كنتُ بالفظّ  الغليظ فأُتَّقَى


لكنّ طبعكِ للمكـــــــــــارم يُسرعُ


.


حتى الظُّـــلامةُ إنْ أتيتُ مغاضبًا


رُدّتْ إليكِ و عـــنْ حياضيَّ تدفع


.


ماذا يصدّ عن الجنـــــان وعبقها


و لقد حبتكِ المنجيـــــــاتُ الأربع


.


بلغتْ فضائلك السّـماءَ و جاوزتْ


حتى الأنــــوثة إن تصدّك تردعُ


.


أعتى حمـــــــــاقاتي لديك تبدّدتْ


يا غيمة عـــــــزّ الظهيرة تمرعُ


.


قد كنتُ فيك أرى التّقى متجسّدا


يسعى إلى دار الخــــــلود فيجمعُ


.


كم تؤثرين على الخصاصة طارقا


للـــــــــــــه لا للخلق برّكِ يُصْنَعُ


.


زهدا سموتِ عن المكاسب والحلى


عطل ذراعك بالقنــــــــــاعة يلمعُ


.


أسكنتـــــــكِ القلبَ الرّحيبَ حبيبة


و شهيدةً تغشى الجنـــــان و تشفع


.


طالت سقـــــامك و استبدّ أوارها


سمّا تستّر فـــــــي شرابُكِ يُجْرَعُ


.


و لكم يجـــــــــالدُهُ التّصبر واهنا


عشرين حــــــــــــولا للمنية يدفعُ


.


تهـــوى الجبال الراسيات وتنحني


فَلِطُـــــــولِ حفر صلدها يتصدّع


.


يا بنت أمشـــــــــاج الفؤاد أنـوبة


شدّتْ رحالك للمـــــــــواجع تدفع ؟


.


أم أنّ مكثك قـــــــــد تعذّر بيننا


حـنَّ الفـــــــــــؤاد  لأوبة يتسرّع ؟


.


قد كنت تهـــوين الرحيل تشوّقا


و سواك إن ذكــر المنيّة يجزع


.


ما كــــــان يغريك البقاء حزينة


و الشّــــرع متّركٌ يداس و يقمع


.


والكلّ في وحل التناقض غارقٌ


إنّـــــــــــــــى تلفّت كاهنا يتنطّع


.


قضت السماحة والفضائل وانقضى


عمرٌ وربّك فـــي حياتيَّ أروع


.


أخبرتُ ساكنةَ الحشــــــاشةِ أنّها


دون النّساءِ أثيرةً لا تُنــــــــزعُ


.


قـــد كنتِ ما بين النّساءِ منارةً


تهــــدي الضّليلةَ للشريعة تُرجع


.


و العــــازفات إذا ابتعدن تفتّقتْ


بالسّـــــــوء ألسنهنّ ..نبلك يُقذعُ


.


ما مثل صدرك للأمـانِ محجَّةً


مهما تطام الخطب عندك يقلع


.


إنا إن هفوتُ إلى ســـواك فإنّه


طبع تأثّل فـــي الرجولة يَقْرَعُ


.


باق هـواك و إنْ رحلتِ مسوّدٌ


في اللـه ممدود الظلال مشرّعُ


.


لو كان عودك يا حبيبة يُفتدى


كنتُ الفدى فَـــــرِحًا بذا أتمتّع


.


فدعاء قلبك في الغيوب يظلّني


غيماتُ وجــد قطرها لا يقطع


.


إن كنتِ يوما قد جمحتُ بزلّة


فلقد عفوتُ مجــــاهرًا أتضرّعُ


.


كـلّ المصائب بعد موتك هيّن


أجــراحها .. إلاّ التي لا تُجمع


.


سأظلّ أحفظ ما حييت عهودنا


ظنّا أن ربّــك للشتات سيجمعُ


.


فلك السّــــلامة والسّـلامُ مظلةٌ


و لِيَّ الدمـوع إلى لقائك تهمعُ


.


بقلم محمد الفضيل جقاوة


11/08/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق