من عدد من كتب التراث العربي
لغتنا الجميلة
في الشعر و قواعده
البحث الرائع عشر ..
في الضرورات الشعرية و الجوازات .. كما وردت في كتب التراث .. القسم الرابع
كنا تحدثنا سابقا عن الضرورات و الجوازات التي أباح شعراؤنا القدامى استعمالها .. و منها صرف الممنوع .. و قصر الممدود .. و غيره ..
و نتحدث اليويم عن
الشعراء و ما قالوه في تثنية الواحد أو العكس
قال الفرزدق في تثنية الواحد :
و عندي حساما سيفه و حمائله
و قال جرير :
لما تذكرت بالديرين أرقني ... صوت الدجاج و قرع بالنواقيس
و انما يريد " دير الوليد " معروف بالشام ، و أراد بالدجاج : الديكة .
و قال قيس بن الخطيم :
مضاعفة يغشى الأنامل ريعها ... كأن قتيرَيها عيون الجنادب
يريد قتيرها . و ريع الدرع : فضل كميها على أطراف الأنامل
و قال آخر :
و قال لبوّابَيه لا تُدخِلنّه ... و سُدّا خصاصَ الباب عن كل منظرِ
و قال أهل التفسير في قوله عز و جل
" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد "
انه انما أراد واحدا فثناه .
و كذلك قول معاوية للجلواز الذي كان وكله برَوح بن زنباع لما اعتذر اليه ؛ و استعطفه :
خليا عنه .
قولهم في جمع الاثنين و الواحد
قال تبارك و تعالى
" فان كان له اخوة ، فلأمه السدس "
يريد أخوين فصاعدا .
و قوله " ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون " ،
و انما ناداه رجل من بني تميم ،
و قوله " و ألقى الألواح " و انما هما لوحان .
و قال الشاعر :
لو الرجاء لأمر ليس يعلمه ... خلق سواك لما ذلت لكم عنقي
و مثل هذا كثير في الشعر القديم و المحدث .
أما قولهم في افراد الجمع فهو أقل مما تم ذكره . و كذلك في افراد الاثنين .
فمن ذلك قول الله تعالى :
" ثم يخرجكم طفلا " .
و قوله
" فاتياه فقولا انا رسول رب العالمين "
و قوله
"فما منكم من أحد عنه عاجزون "
و قال جرير :
هذي الأرامل قد قضت حاجاتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر
و قال آخر :
و كأن بالعينين حب قرنفل ... أو فلفل كحلت به فانهلّتِ
و لم يقل : فانهلتا ،
و قال مسلم بن الوليد :
ألا أنف الكواعب عن وصالي ... غداة بدا لها شيب القذال ِ
و قال جرير : و قلنا للنساء بها أقيمي .
الشعراء و ما قالوه في تذكير المؤنث و تأنيث المذكر
قال مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري في شعره الذي أوله :
حيث تسقي شرابنا و تغنى ... حبذا ليلينا بتل بَوَنّا
و مررنا بنسوة عطرات ... و سماع و قرقف فنزلنا
ما لهم لا يبارك الله فيهم ... حيث يسألن منحنا ما فعلنا
و قال آخر ، و قد استشهد به سيبويه في كتابه :
فلا ديمة وجقت وَدقها ... و لا أرض أبقل ابقالَها
فذكر الأرض . و قال نُصيب :
ان السماحة و المروءة ضُمِّنا ... قبرا بمرو على الطريق الواضح
و قالت أعرابية :
قامت تبكّيه على قبره ... من لي من بعدك ياعامر
تركتني في الدار وحشية ... قد ذل من ليس له ناصر
و قال أبو نواس :
كمَنَ الشنآن فيه لنا ... ككمون النار في حَجْرهِ
....
خالد ع . خبازة
اللاذقية
من كتاب العقد الفريد .. لابن عبد ربه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق