السبت، 14 نوفمبر 2020

لغتنا الجميلة بقلم الشاعر .. خالد خبازة


 من عدد من كتب التراث العربي

لغتنا الجميلة

في الشعر و قواعده

البحث الرائع عشر ..

في الضرورات الشعرية و الجوازات .. كما وردت في كتب التراث .. القسم الرابع

كنا تحدثنا سابقا عن الضرورات و الجوازات التي أباح شعراؤنا القدامى استعمالها .. و منها  صرف الممنوع .. و قصر الممدود .. و غيره ..

و نتحدث اليويم عن

الشعراء و ما قالوه في تثنية الواحد أو العكس

قال الفرزدق في تثنية الواحد :

و عندي حساما سيفه و حمائله

و قال جرير :

لما تذكرت بالديرين أرقني ... صوت الدجاج و قرع بالنواقيس

و انما يريد " دير الوليد " معروف بالشام ، و أراد بالدجاج : الديكة .

و قال قيس بن الخطيم :

مضاعفة يغشى الأنامل ريعها ... كأن قتيرَيها عيون الجنادب

يريد قتيرها . و ريع الدرع : فضل كميها على أطراف الأنامل

و قال آخر :

و قال لبوّابَيه لا تُدخِلنّه ... و سُدّا خصاصَ الباب عن كل منظرِ

و قال أهل التفسير في قوله عز و جل

" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد "

انه انما أراد واحدا فثناه .

و كذلك قول معاوية للجلواز الذي كان وكله برَوح بن زنباع  لما اعتذر اليه ؛ و استعطفه :

خليا عنه .

قولهم في جمع الاثنين و الواحد

قال تبارك و تعالى

" فان كان له اخوة ، فلأمه السدس "

يريد أخوين فصاعدا .

و قوله " ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون " ،

و انما ناداه رجل من بني تميم ،

و قوله " و ألقى الألواح " و انما هما لوحان .

و قال الشاعر :

لو الرجاء لأمر ليس يعلمه ... خلق سواك لما ذلت لكم عنقي

و مثل هذا كثير في الشعر القديم و المحدث .

أما قولهم في افراد الجمع فهو أقل مما تم ذكره . و كذلك في افراد الاثنين .

فمن ذلك قول الله تعالى :

" ثم يخرجكم طفلا " .

و قوله

" فاتياه  فقولا  انا رسول رب العالمين "

و قوله

"فما منكم من أحد عنه عاجزون "

و قال جرير :

هذي الأرامل قد قضت حاجاتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر

و قال آخر :

و كأن بالعينين حب قرنفل ... أو فلفل كحلت به فانهلّتِ

و لم يقل : فانهلتا ،

و قال مسلم بن الوليد :

ألا أنف الكواعب عن وصالي ... غداة بدا لها شيب القذال ِ

و قال جرير : و قلنا للنساء بها أقيمي .

الشعراء و ما قالوه في تذكير المؤنث و تأنيث المذكر

قال مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري في شعره الذي أوله :

حيث تسقي شرابنا و تغنى ... حبذا ليلينا بتل بَوَنّا

و مررنا بنسوة عطرات ... و سماع و قرقف فنزلنا

ما لهم لا يبارك الله فيهم ... حيث يسألن منحنا ما فعلنا

و قال آخر ، و قد استشهد به سيبويه في كتابه :

فلا ديمة وجقت وَدقها ... و لا أرض أبقل ابقالَها

فذكر الأرض . و قال نُصيب :

ان السماحة و المروءة ضُمِّنا ... قبرا بمرو على الطريق الواضح

و قالت أعرابية :

قامت تبكّيه على قبره ... من لي من بعدك ياعامر

تركتني في الدار وحشية ... قد ذل من ليس له ناصر

و قال أبو نواس :

كمَنَ الشنآن فيه لنا ... ككمون النار في حَجْرهِ

....

خالد ع . خبازة 

اللاذقية

من كتاب العقد الفريد .. لابن عبد ربه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق