الانتظار الصَّعب ___________________________البحر الوافر
لقد تذوي الشُّموعُ من انتظاري___ودمعُ العينِ يهمي من قراري
ولستُ بناقضٍ عهداً وإنِّي ___ أميرٌ قد علوتُ على الدُّوارِ
وقلبُ الحبِّ ليسَ لهُ مدارٌ ___ سوى الإخلاصِ في صبرٍ يداري
متى يصلُ المُفدَّى سوفَ يرضى___وإن لم يرضَ لن يبقى جواري
.......................
سأرحلُ عن ديارٍ كانَ فيها ___غرامٌ فاحَ من قلبِ العرارِ
ومن قد كانَ يُشفقُ من دخول___على عينِ الرقادِ بدا كنار
يُحرِّقُ كُلّ جفنٍ لا يبالي ___بصلحٍ والجوى في كُلِّ دارِ
وأمراضُ القلوبِ بلا دواءٍ ___إذا استعصى القبولُ على المسار
...................
وذا داءٌ يمرّ بلا طبيبٍ ___ يعالجُ من أتاهُ بلا حوارِ
وما ملكت يمينٌ أيَّ مالٍ ___ يسدُّ مَطالباً تمضي لعارِ
إذا ما الفقرُ حلَّ بذي وباءٍ ___ سيبقى في انتظارٍ للنَّهارِ
فقد يصلُ الرَّحيمُ لذي عذابٍ ___ وتعلو الرُّوحَ من غير انتحار
...................
وكم من واصلٍ يبغي رحيلاً ___ ودنيا لا تُعينُ على انتظارِ
وأقدارٌ تمرُّ بلا عناءٍ ___ على من كانَ يرضى بالضِّرارِ
وما من سائلٍ يلقى جواباً ___ إذا كانَ انتظارٌ باضطرار
متى يأتي القضاءُ فلا مفرٌّ ___ من الموتِ الَّذي يصبو لغارِ
....................
عيونُ الوجدِ تملؤها دموعٌ ___ وتهمي مع ذبولٍ وانكسار
كشمع ذابَ من وهجِ الحنايا ___ صباحُ الحبِّ من غيرِ اصطبار
وقد كانَ انتظارُ الموتِ صعباً ___ على كبدٍ جنى كُلّ اصفرارِ
صلاةٌ والسَّلامِ على رسولٍ ___ فهل من ماتَ كانَ بلا احتضارِ؟!
.........................
الأحد 29 ربيع أوَّل 1442 ه
15 نوفمبر 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق