الخميس، 5 نوفمبر 2020

صاحب أصيلا .. بقلم الشاعرة ...خديجه البعناني


 صَاحِبْ أَصِيلاً..


عَجِبْتُ لِخِلٍّ يَبِيعُ الهَوَى

إِذَا الدَّهْرُ أَبْكَاكَ لَمْ يُجْبِرِ


تَنَاسَى كُؤُوساً حَلَتْ بَيْنَنَا

وَحَرفاً رَقِيقاً عَلَى دِفْتَرِي


فَكَمْ كُنْتُ أُعْطِيهِ مِنْ مُهْجَتِي

وَأَدْعُوهُ قُرْباً إلَى مِنْبَرِي


غَدَا لِلْخِلاَفِ يَحُثُّ الخُطَى

يَنَامُ وَيَصْحُو عَلَى مُنْكَرِ


وَتِلكَ العُهُودُ الَّتِي كَمْ سَرَتْ

طَوَاهَا لِتَفْنَى عَلَى مِنْحَرِي


وَكَمْ بِالحَنَايَا تَوَارَى العِدَا

وَلَكِنَّ قَلبِي بِهَا مُخْبِرِي


فَيَغْدُو عَلَى القَلْبِ طَيْفُ الجَفاَ

وَ عَقْلِي لِجَفْوَاهُ لَمْ يُصْدِرِ


كَأنَّ الْعَذَابَ سَليلُ الوَفَا

يَبيعُ الصُّدورَ وَلَا يَشْتَرِي


يُذِيقُ مِنَ الوُدِّ كَأسَ الضَّنَى

وَيُهديكَ نَزْفاً كَمَا الخِنْجَرِ


فَصَاحِبْ أَصِيلاً إذَا الدَّهرُ جَارْ

أَتاكَ حَلِيفاً وَلَمْ يَغْدُرِ


وَإِنْ دَاهَمَتْ بِالدِّيَارِ العُصُوفْ

يَظَلُّ العِمَادَ وَلاَ يَزدَرِي


يَصُونُ الوِدَادَ يُدِيمُ الصَّفَا

أَصِيلٌ عَلَى الحَيفِ لَمْ يَقْدِرِ


  خديجة البعناني

         المغرب

     03/04/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق