عنتــــــــــرة واللقاء الثاني
قال عنترة:أهلا بضيفي الكريم
فقلت: أهلا ببطل الأبطال الذي صيته ملأ الكون من بعده وهو لا يدري
فقال: أهلا بك وألف مرحبا عسانا قد قمنا بخير ضيافه لخير زائر من.عالم الأحلام...فقلت : لقد أحسنت الضيافه واشكرك جزيل الشكر يا أستاذي .ألا تساجلني؟...فقال: بلى
فقلت: وما القافيه
فقال :اللام المجروره
فقلت: وما بحر أشعارك
فقال: وما بحر الشعر؟
قلت: جاء من بعدك الفراهيدي واكتشف اوزان الشعر وسماها بحورا
منها الوافر والبسيط...الخ
فقال:لا أعرفها...وهل معلقتي هل غادر الشعراء تتبع هذه البحور؟
فقلت: نعم إنها على بحر الكامل
فقال:أتساجلني عليها ؟ فقلت نعم ولكن سنجعله سجال الوداع قال: ولم لا ؟
فقلت:بإذن الله
فقال: لنبدأ إذن...فقلت: هيا يا أستاذي
فأنشد:
سلي يا عبل عمرواً عن فعالي
بأعداكِ الألى طلبُوا قتالي
سليهِ كيف كان لهمْ جوابي
إذا ما فال ظنكِ في مقالي
أتونا في الظلاَم على جيادٍ
مضمّرة الخواصر كالسّعالي
وفيهم كلُّ جبار عنيدٍ
ٍشديدِ البأْسِ مَفْتُولِ السِّبالِ
ِولما أوقدوا نارَ المنايا
بأَطْرافِ المثقَّفَة ِ العوالي
طفاها أسودٌ منْ آل عبسٍ
ٍبأَبْيضَ صارمٍ حسَنِ الصِقّالِ
إذا ما سلَّ سال دماً نجيعاً
ويخرُقُ حدُّهُ صُمَّ الجبالِ
وأسمَر َ كلّما رَفَعَتْهُ كَفِّي
يلوحُ سِنَانُهُ مثْلَ الهلالِ
تراهُ إذا تلوَّى في يميني
تسابقهُ المنية في شمالي
ضمنتُ لكَ الضمان َ ضمان َ صدقٍ
وأتبعتُ المقالة بالفعالِ
وفرَّقتُ الكتائبَ عند ضربٍ
تخِرُّ له ُ صناديدُ الرِّجال ِ
وما ولَى شجاع الحربِ إلاَّ
وبين يديه شخصٌ من مثالي
ملأْتُ الأَرضَ خوْفاً من حُسامي
فباتَ النَّاسُ في قيلٍ وقالِ
ِولو أَخْلَفْتُ وَعدي فيك قالت
ْبنو الأنذال إنيّ عنك سالي
...................................
فقلت أنا:
أنا والليل فرسانُ القتالِ
وإنِّي الريحُ يُنظَرُ من خلالي
ولَولا الثَّوبُ ما قدْ بان َ جِسمي
وتحتَ الثوبِ رسمي كالخَيالِ
ولَولا الشَّمس ما أَدركتُ نَفْسي
وفوق الأرضِ أمشي كالظِّلالِ
ولولا البأسُ لم أُشكَرْ بِقومي
وبين الناسِ تُشهرُنِي فِعالي
وما أبديت ُ للأعداء ِ ذلاًّ
وهامي شامخٌ فوق الجِبالِ
ولم أَرِد ِ الدَّنايا في حَياتي
أرومُ الوِرْد َ حلِاًّ في حَلالِ
ولم َأفخَرْ بِنفسي منْ فَرَاغٍ
وقد جرَّبت ُنفسي في النِّزالِ
بطول العُمرِ وَرَّاد المَنايا
إلى ذا اليوم لو شَابتْ قَذَالي
وشاب َالرَّأس من أحبابِ قلَبي
ولمْ تَشِب ِالنَّواصي باِلَّليالي
بساحِ العَرْك ِ مبتسماً وَعيني
تَسحُّ الدَّمعَ من هَجْرِ الغَوالي
وقُلتُ الشِّعرَ في عَشرٍ وَأدنى
سَحَرتُ الصَّحبَ في سبكِ المقالِ
بقلبي الشِّعر دُرٌّ من جُمانٍ
وَشِعرُ الغَيرِ حَولي كالسُّعالِ
طَرَدتُ الخيلَ مثل الفَحلِ طِفلاً
صرعت الذِّئبَ ما بينَ التِّلالِ
وأَمَّا اليوم َ قد أحيا بِسجنٍ
وغيرِ اللهِ لم ْ يرأف ْ بِحالي
ويَكفيني بأنِّي في زَمانٍ
بِلا خيلٍ من الفرسانِ خالي
وَتُبكيني جيوش الحق دوما
لأنّي لستُ فيها للقتالِ
أرى في الشِّعرِ أحبابي وأُنسي
مع الشُّهما خيالاً في خيَالِ
وإني اليوم لمْ أعشَقْ ظباءً
وَحُبُّ الدَّار أشغَلَني بحالي
هل ِ الأقصى سيَرجعُ في زماني
أَمِن أحَدٍ يُجيبُ على ُسؤالي ؟؟
فبكى عنترة
فقلت: ما يبكيك؟ فقال هل أخذ الروم جزءا من ديارنا...فقلت لا وإنما اليهود...فقال لا تقل ذلك
فقلت:هذا هو الواقع
فقال: وأين الخيل
فقلت: لا خيول في زماننا إنه سلاح أسقط الفروسيه.نار تقذف من بعيد وتقتل به النساء والرجال..فقال: ما هذه الجاهليه؟..فقلت نعم إنها الجاهليه...انتهى اللقاء
ارجو أن يكون لقاؤنا قد نال إعجابكم
شاعر البيداء/سعود أبو معيلش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق