الأقصى الحزين ...الشاعر بديع المعلم .....
(58 بيت)
أتدنس المحراب إسرائيل
فمتى تزجى للجهاد خيول؟
قف بالربوع فكلها موتورة
وانظر على أي الجهات تميل
أتفوض اﻷمجاد في آثامها
ويفل عزم الفاتحين فلول؟
انظر إلى اﻷقصى الحزين مضرجاً
في كل ناحية دم مطلول
حرم يباح لما رقين أذلة
ويمزق القرآن واﻹنجيل
يا منبراً هز النبي رواقه
أيعود قفراً ركنك المأهول ؟
لبيك يا حرماً تبارك نوره
ستبل ثارات لنا وذحول؟
ما زال من عطر النبوة فوقه
عبق سيفنى الدهر وهو خضيل
أيضام بيت الله وهو مطهر
تلك الجرائم ما لهم مثيل؟
يا من رأى اﻷوطان وهي كئيبة
أرأيت للأقمار كيف تزول؟
فمن الضحايا في الرحاب جماجم
ودماؤهم بين الرفات تسيل
شعب يباد بقضه و قضيضه
ﻻ حامل أبداً وﻻ محمول
تلك الجبال الشم أين شموخها
عجباً يطأطئ رأسها ويميل؟
تلك المغاني تستحيل مقابراً
ينعى عليها أيم وثكول
يا راقدين متى تخوضون الوغى
ودم الكماة على القفار هطول؟
يا سرحة بدم الضحايا لم تزل
تروي فيعطفها اللظى فتميل
قسماً ستنبت من دماهم روضة
وتموج جنات بها و خميل
ستضيء هاتيك المقاصل مشعلاً
في كل عصر يستمد الجيل
أين القوافل من شبولة يعرب
في كل معركة غداة تصول؟
وطئت ركائبها ثرى (إسبانيا)
ولولؤها فوق السماك ظليل
أيام كان لنا بكل محلة
بند يلوح وللسيوف صليل
أين الملاحم حين تكتب بالسنا
في كل حاضرة لها تهليل
الفتح من آياتها وأريجها
سور ترنم باسمها جبريل
تزهو على الدنيا بأكرم موئل
وعلى صماخ النيرات صهيل
عرس الفتوح وما أجل حداءها
في كل ناحية له تبجيل
ما استسلم الفرسان يوماً بالوغى
قسماً وتاريخ اﻷباة جليل
أننام عن لؤم اليهود وغدرهم
ومتى تهب من العرين شبول؟
هذي ديار الفاتحين تقوضت
البغي يسطو فوقها ويجول
يا راقداً في ميسلون أﻻ أفق
أفما رأيت القدس وهي طلول؟
قد طال مكثك في السبات فلا تنم
إن الحديث كما علمت يطول
هذا مقامك للجهاد منارة
قبست شباب نوره وكهول
انظر إلى القدس الذي عبث العدا
بدمائها ماذا عساك تقول؟
عاث اللصوص بأرضها واسترسلوا
فتأمل اﻵثار وهي دليل
أتدمر اﻷمجاد أحقر عصية
فمتى تسل أسنة وتصول؟
فبكل رابية تقام مجازر
وبكل ناحية يباد قبيل
يا راقداً في ميسلون بمهجتي
علماً ينير الليل وهو شمول
مزق رفاتك وامتشقه فيصلا
ﻻ مجد إﻻ الصارم المصقول
أتنام عن ثأر يئز بصدرنا
ويعيث في اﻷوطان إسرائيل
جنكيز أرأف رحمة من غدرهم
وأعف منهم - لو علمت - مغول
شربوا نجيع اﻵمنين وما ارتووا
هيهات يروي للذئاب غليل
قل للذين سطوا على حرماتنا
البغي رغم أنوفكم مخذول
يا راتعين على الجريمة عكفاً
أقسمت أن شعاركم تضليل
يا مسجداً حف الملائك حوله
ولكم رعاك من السماء رسول!
كفكف دموعك وامتشقه صارماً
فدم الضياغم في غد سيسيل
لن يهزم اﻹسلام وهو كقلعة
إن زالت الدنيا فليس يزول
حملت ظهور اﻹبل كل حضارة
فإذا الحدائق جنة ونخيل
فلتحرقوا التاريخ إن لم تثأروا
فحسابه لو تعلمون طويل
ﻻ شع في دنيا العروبة كوكب
إن راح يمرح في حماك دخيل
قد ناءت الدنيا بحمل تراثه
فالكون مزهوا به مذهول
هزت لواء الخافقين وشيدت
مجداً يشيخ الدهر وهو أثيل
العلم من أركانه وأساسه
والنور والعرفان والتنزيل
أيام أروبا تعفر تاجها
وهوى وعز الغرب وهو ذليل
يهوي على أقدامنا في حومة
من زحفنا وطئت عليه خيول
يا حالما طال الرقاد أﻻ أفق
أفما شجاك الداء وهو وبيل؟
أننام عن داعي الجهاد وننثني
ويدق مزمار له وطبول
إن لم تعد تلك البلاد ﻷهلها
فمتى تعود ومن هو المسؤول؟
وطني بكيتك بالدماء ولم أزل
وعليك هام فؤادي المتبول
فلكم أسلت سواد عيني دونه
لو يفتديه دمي إذاً لقليل !
..................
الأحد، 16 مايو 2021
الأقصى الحزين ... الشاعر بديع المعلم .....
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق