الأربعاء، 5 مايو 2021

الصقور المطاردة ** الشاعر ** د المفرجي الحسيني

الصـــقور المُـــطارَدة
-------------------------------
أتى الليل كطعنة في القلب ،سريعة ،لم ننهزم ،شفاهنا ترتل نشيد البطولة الغائب ،في داخل الاكواخ عويل يختنق ،الأنوار مطفأة ،القمر يغادر الى سريره ،التبن يلتهب في الازقة ،صرير الاغصان اليابسة ،يئن في زوايا الاكواخ ،عيون مبحلقة كثيرة ،تفتش برعب ،عن المقتولة الانسانية هامات بشع ابيض ،الوجوه أخاديد عميقة ،دعونا نغني لأننا بؤساء ،تعذبنا ما يكفي
حتى الحشرات غزت حواجبنا.. ،دع الشمس تشرق ،خيوطها المدلاة الساطعة ،حدأة الجبل تطير فوقنا ،رياح زرقاء وغربة غرباء ،لها رائحة الأسن ،وطعم الجيفة ،مزقت أجسادنا أبر كثيرة... أحلامنا انطفأت ،صقورنا مطاردة، حتى في مخابئها ،لا نتذكر نبتسم أهدابنا مسدله فحمية اللون ،قعيت أنتحب ،أتوسل لِأرض ماتت بجلال، قلبي يخفق كمنديل في الهواء ،أتخيل لا زالت الشمس تشرق ،لكن لا نراها، من أمام سياج الكوخ تمر ساقية صغيرة ، تسقي الاعشاب والورود الصغيرة ،يستحم ماءها في الهواء ،داست الاحذية الزهور وبحرية، وراء الكوخ جدار من الدموع  ،تنزلق الهموم من خلاله ،هموم ذابلة ضاوية في البرك ،رائحتنا آسنة ،لأننا من فؤاد ضعيف مسكين ،يبدو أننا في قيلولة خاوية ،كرهت الدنيا مرة واحدة ،نسيج البشر نسيج حشرات، رؤوسنا مطرقة وعيوننا حزينة ،لم تثرني لأني رجل من طين  ،أسمع أغنية ثقيلة ،كشلال متدفق ،كصهيل فرس متمرد ،هضابنا صفراء ميتة، تغص بالألم والخفقات الجنونية ،تنتحب في النوافذ المشرعة ،وتلتصق بريش اليمام ،تنتقل صرخات في الدهاليز المظلمة ،من نوافذ الاكواخ المهدمة ،ماشية سوداء هائجة ،مرعبة في منتصف الليالي الحالكة ،سقطت الهامات ،ردمناها بالتراب والقش ،دموع جسيمة بين الصخر ،تصيح تمشي على الحصا ،لِتزيل الحشرات ،تزحف الى قلوبنا ،ظلم يتلاشى، أنفاس كريهة ،أجساد ملتفة كالحلزون ،نائمة في الخلاء ،علينا البدء بناء منازل جديدة ،للفقر والبؤس...
**********
د.المفرجي الحسيني
الصقور المطاردة
العراق/بغداد
5/5/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق