الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

* لهيبُ حرف*بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله


 * لهيبُ حرف*


أسقطّتَ يادهري العنيدَ عقالي

فطفقتُ أمسحُ واقعي وخيالي


وجعلتَ من ماءِ الفراتِ علاقمًا

فلقد فقدّتُ الآنَ ماءَ زلالِ


وبحوزةِ الدنيا الكثيرُ من الأذى 

فبها الضنى صنوًا لكلِّ نكالِ


أوَ نبتني فيها الديارَ وعزمُنا 

فيها الجميعُ غدا لشدِّ رحالِ


أيطولُ عمرُكَ في نعيمٍ ثابتٍ

أم سوفَ تُصبحُ كالهشيمِ البالي


فتضيعُ قوَّتُكَ التي أمَّلتَها 

حتى يدبَّ الهونُ في الأوصالِ


وتكونُ فيها كالأثافيَ بائدًا

وتصيرُ مثلَ تهدُّمِ الأطلالِ


في العمرِ تحملُ ما ينوءُ بحملِهِ 

ما لا يفيدُكَ من ردي الأحمالِ


وهنا التزوِّدُ والزيادةُ في غدٍ

فذرِ الذي يمضي إلى اضمحلالِ


متسارعونَ كأنّما في خلقِهم 

عَجَلٌ فصارَ المرءُ في استعجالِ


ويُفَخِّخُ الشيطانُ أيَّ وسيلةٍ 

وهناك لم تسمع سوى الجلجالِ


أتضيعُ بينَ دراهم معدودةٍ

والمرءُ لم يُخلق لأجلِ المالِ


وهناكَ من يهوى بدنيا غيرِهِ 

ولهُ سوى حِملٍ من الأثقالِ


مثلَ المطيةِ قد تنوءُ بفضَّةٍ 

والمالُ لا يغني طويَّ بغالِ


لي هكذا من ذي الحياة مدارسٌ

فضربتُ فيهم حزمةَ الأمثالِ


أنا لم أجد مثلَ الجميعِ مطالبي

فلقد يئستُ إذا يطولُ مُطالي


أو كلَّما أرمي الشباكَ فإنَّها 

تُخطي ليهربَ من هناك غزالي


فأصيدُ كركبةَ الزمانِ وغيَّهُ

وألمُّ واطيها مع الأغوالِ


إذ ما ترا إلا السفودَ ونارَها 

وتشتُّتَ الاحبابِ عندَ خبالِ


وتلمُّ بالحطبِ اليبيسِ وعودُها 

متوقدٌ في أُهبةِ الإشعالِ


وتحولُ بين مطامحي وتشدُّها 

وتدقُّ إسفينًا على آمالي


وتطايرت أُشُنٌ فلستُ بعارفٍ 

أتحوزُهُ يمنايَ قبلَ شمالي


لكن مراديَ لم يزل في تربةٍ

فمتى سينبتُ كي يكونَ العالي


في البيدِ أبحثُ عن ظلالٍ عندما 

أضحى الجميعُ هنا بغيرِ ظلالِ


وسمعتُ هرطقةَ الزمانِ وبدعةً 

قد آلمتني حينَ صُدَّ مقالي


وأنا نثرتُ مقالتي فحروفُها 

مهجٌ زئرنَ كصرخةِ الأشبالِ


يتنزَّلُ الكلمُ الوفيُّ بجوهري 

وإليَّ يصعدُ أحسنُ الأقوالِ


الشمسُ تسبح في سماءِ قصائدي 

وظلالُها تغدو إلى الآصالِ


وجعلتُ ما ملكت يميني للذي 

فطرَ السماءَ بقدرةٍ وجلالِ


فإليه يلهجُ  في القصيدِ لسانُها 

وتجدُّ مسرعةً بغيرِ ضلالِ


ألقاهُ في صدرِ القصائدِ كلِّها 

فيطيبُ مطلعُها مع استهلالي


فإلى اللقاءِ حزمتُ حتى أحرفي 

وطفقتُ مطّرحًا إلى آجالي 


سيزيلُ أثقالَ الحياةِ وعبءَها 

ويفكُّ حينَ لقاءَنا اغلالي


هو خالقي هذا العظيمُ فأصبحت 

 نفسي على طورٍ من الإقبالِ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأربعاء/ ١٤/ ١٠/ ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق