* أخي لازم*
حسبي هنا من ذي الحياةِ قليلا
قمرًا يتمُّ ولا يعودُ نحيلا
أوَ ترحلونَ عن الربوعِ ودفتري
ملَّ الوداعَ وغبَّ فيه رحيلا
وأجدُّ في بحثي لأدركَهم معًا
هيهاتَ ما أرجو لذاكَ سبيلا
وهناكَ دهري لا يجودُ بفرصةٍ
اللهَ كم ألقى الزمانَ بخيلا
فأراهُ في سكبِ الدموعِ مواضبًا
فيفيضُ من كلِّ الجهاتِ عويلا
بينَ الركامِ نوازعٌ آلمنني
فطفقتُ أجمعُ في الطلولِ طلولا
وتركتُ من أمرِ الحياةِ نعيمَها
وألفتَني عندَ السرورِ خجولا
من همّها تكئت جميعُ مفاصلي
وعلى المناكبِ حمَّلَتني ثقيلا
أأُبعثرُ الذكرى وأنثرُ رملَها
فلقد نثرتَ من القذى زعبيلا
وهرعتُ كالمجنونِ ألثمُ صورةً
فيها أخي فغمرتُهُ تقبيلا
وباسمه إذ ما أتمتمُ ذكرَهُ
فجعلتُه فوقَ الشفا إنجيلا
وحفظتُهُ كالحمدِ أتلو خبرَهُ
واقصُّ من آياتِهِ الترتيلا
ما زلتُ في وهنٍ وقلبيَ رافضٌ
أمرَ الفراق وصرفةً وأفولا
قلبي استقالَ فلم يعد متمكِّنًا
ممّا أحاطَ وعبَّني ثُؤلولا
سألومُ دهري ما بقيتُ فحسبُهُ
مما بدا فجعلتُهُ المسؤولا
وطبيعةُ الدنيا الفراقُ فإنَّها
ترضى وتفرحُ لو رأتكَ ذليلا
وتسرُّ لو حُملت هناكَ جنازةٌ
وتراكَ فوقَ متونِهم محمولا
ألمُ الفراقِ أطنَّني وأذابني
وشربتُ من آهٍ لهُ برميلا
أحتاجُ ما فوقَ الجلادةِ جرأةً
لا لستُ أيوبًا ولا حزقيلا
فبتلكَ غائلةُ الزمانِ نبذتُها
لتلفَّ في جيدي إذن زنجيلا
وعلى الغروبِ تسابقت أشواقُنا
وركبنَ من شوقٍ له جُندولا
فبلغتُ كالقرنينِ مغربَ شمسِهِ
وبلغتُ آفاقَ المعاليَ طولا
فرجعتُ أحملُ دمعتي في مقلتي
ووقفتُ في يأسٍ هنا مخذولا
فبنيتُ آخرَها هناك ضريحَهُ
والدمعُ بلَّل قبرَهُ تبليلا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الإثنين/ ٤/ ١٠/ ٢٠٢١
الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021
* أخي لازم*بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق