**رأيت ظلاً معتما
.
،،قال: كنت أمشي مسرعا والمطر يتساقط بغزارة ،،عائدا الى البيت آخر الليل ،أحلمُ بالمدفأة وكأس الشاي الساخن ،،وبينما أنا أحلمُ بالفراش والبيت رأيت ظلاً معتما أسفل عمود الكهرباء المضيء ،،والمطر ينزل علية أكثر من كلّ الأمكنة !،،حدّقت فإذا هو فقير متجمد من البرد ،!،،غارق في بؤس نفسه ينظر اليّ ،،بعينين لا تقولان شيئا ،،هما فتحتان في وجه متجمد ،،أحسُّ أنّه تجمّد منذ زمن بعيد ،،وما تزال عيناه تجولان كدودتين جائعتين ،،غارقتين في قاع نهر ،،لا تقدران على الصعود إلى وجه الأرض ،،،،لتريا العالَم السعيد ،،!!،
.
،،كيف قذفته الدنيا في قعر هذا الألم رغم أنّها مليئة بالثمار والدور والبساتين ،،،!! ،،ولماذا الدولة....!!.. إذا لم تطعم وتُؤوي هذا الفقير !!،،لوعاش هذا في حياة الإنسان الأولى في المشاع ،،لوجد وهو يمشي بخط مستقيم كل متر شجرة ،،،!!،،ولو عاش مع العدل لوجد مأوى وخبزا ،،،،ولو كان جاره محسنا ما نام في المطر
.
قلتُ في نفسي : فأنا كنت أحثُّ الخُطا ،،أستطول الطريق وبيتي هناك ولي فيه مدفأة وفراش ،،فكيف يشعر من ليس له بيت وفراش ،،وهو بلا صديق ،،حميم ،،ما أصعب أن تكون كحجر ملقى في الشارع ولكنّك تحسّ وتشعر ،،!!،،
..
.
،،قلتُ في نفسي وأنا أنظرُ اليه وهو يأكل ويشرب كأنه لم يأكل قط ويضحك للمدفأة ،،كأنّه بُعث من قبر نفسه للتوّ ،، يتأمّل جنّة الطعام والدفء،،ينظر إليّ ويغشاه القلق مما سأفعل به بعد حين..،فهو يعلم أنّه في جنّتي أنا وربما أُخرجه منها،،بعد حين
هو لا يثق بالإنسان ويظنّ أن يعود الى المطر وذاك الألم بعد حين،،ويتمنى لو كان الساعة في جنة الله فالله لا يلقي أحداً في ألَم
.
،،وأُمّة ألقَتْ فقراءها في المطر،،وتتكلّم كثيرا عن قداسة قانونها ،،هي أمّة كاذبة ،،فإنسان له بطن يجوع ،،حُقّ له الطعام ،،والله يُطعِم خَلقه ولكنّه يبتلينا ببعض ،،ليرى مانعمل،،لكي يبرز الظالمون غداً الى الجحيم ،،!
.
.
.
.
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق