الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024


 عـصـا السِّــنْـوار

===========------------ الشاعر حسن منصور

*********

لا تسْــأَلـــونـي إِنَّـهــــا أقْــــــــدارُ    يُـجْــري خُـطاهـا القـادِرُ القَهّـار

وَالمُعْـجِــزاتُ بِأرْضِـنا لا تَـنْـتَـهي    للهِ فــي مَـكْـــنـونِـهــا أَسْـــــرار

أبْطالُـنا أُسْـطــورَةٌ قــدْ أذْهَــلَــــتْ    كُـلَّ العُــقـولِ كَأنَّـهـــا الأَسْحــار

فَـكَأَنَّهُــمْ جُـــنْـدُ السَّـمــاءِ مَـلائِــكٌ    ليْسَـتْ تَــرى أشْـباحَـهُــمْ أبْصار

قدْ رَوّضوا المَوْتَ الزُّؤامَ وَعانَقوا    وَلَـــهُــمْ عَـــلَـيْـهِ جُـــرْأةٌ وَبِــدار

وَعَــمـيـدُهُـمْ سِـنْوارُهُــمْ مُــتَــدَثّــرٌ    كَـفَــنَ الشَّهــادَةِ مُــقْـدِمٌ خَـطّـــار

مـا كُلُّ مَنْ حَـمَـلَ السِّلاحَ مُـقــاتِلٌ    أوْ كُـلُّ مَـنْ غَشِيَ الـوَغى سِنْوار

إنّ الـرُّجـولَـةَ وَالبُطــولَـةَ وَالـفِــدا    زادٌ لــهُ بَــلْ مَــنْـهَـــجٌ وَشِــعــار

(يَحـيا) عَـلى قَـلَــقٍ شَـديد واصِبٍ    لا يَـسْـتَـكــينُ وَلا يَقِــــرُّ قَـــــرار

سِنْوارُ ليسَ يَحـيدُ عَـنْ تَصْـمـيـمِهِ    وَهَـلِ الأُسـودُ تَـخــافُ أوْ تَحْــتار

يَلـقى الأَعـادي مُقْـبِلاً مُـسْـتْـبِـشراً    وَكَأَنَّــهُ في وَجْـهِــهِــمْ إِعْـصـــار

حِـمَــمُ الـرَّدى مِـنْ حَـوْلِـهِ لكِــنَّـهُ     مُـتَـمـاسِـكٌ كَالـطَّــوْدِ لا يَـنْـهـــار

وَدِمـــاؤُهُ دَفّـــاقَــــةٌ وَيَـمــيــنُــــهُ     مَـكْـســورَةٌ لـكِــــنّـهُ المِـغْـــــوار

نَـسِـيَ الجــراحَ وَهَـبَّ لمْ يَعْبَأْ بِها     لَمْ يَـنْـتَـكِـسْ، لمْ تَـثْـنِــهِ الأَعْــذار

ألْـقـى قَـنابِلَـهُ عَــلَـيْـهِــمْ مُـقْـــبِـلاً     وَجَـبـيـنُــهُ لـمْ تَحْــنِهِ الأخْـطـــار

وَأتَتْ (مُسَـيَّرَةٌ) تُحَــوِّمُ فَـــوْقَـــهُ      حَــتّى دنَـتْ وَأَزيـزُهـــا هَــــدّار

فَـرَمى عَصاهُ لَظىً لِتَلْقَـفَ إِفْكَهُمْ      كَعَصا الكَلـيمِ وَما افْتَرى السُّحّار

للهِ دَرُّكِ مِـنْ عَــصـا (أيْـقــونَـةٍ)     صيغَـتْ لَـكِ الأمْــثـالُ وَالأَشْعـار

عَـصَوانِ أُلْقِـيَـتا لِنَصْرِ حَـقـيـقَـةٍ     وَلِــدَحْــرِ ظُــلْــمٍ أهْــلُـــهُ كُـفّـــار

هــذا مِـثالٌ واحِـدٌ مِـنْ شَـعْـبِــنـا     شَــعْــــبٌ أبِـيٌّ صـــارِمٌ جَـبّــــار

مِثْلَ النُّسورِ يُصَفِّقونَ إلى العُلى    يَتَـسابَـقــونَ وَشَـوْقُــهُـمْ مِــــدْرار

سِـنْوارُ أقْـسَمَ أنْ يُحَـرِّرَ أرْضَـهُ     عَـهْــدٌ رَعـــاهُ وَالـوَفـــاءُ قَـــرار

أوْ أنْ يَكونَ شَـهيدَهــا بِكَـرامَــةٍ     فَالجُـبْـنُ ذُلٌّ وَالهَــزيـمَــةُ عـــار

رَجُـلٌ يُجاهِـدُ مُخْـلِـصاً وَيَقــيـنُهُ     أنَّ الحَــيـاةَ أوِ الــــرَّدى أَقْـــدار

يا مُـرْجِفـينَ تَعَلَّموا أنْ تَخْـرَسوا     عِـنْدَ الــرِّجـالِ فَـإِنَّكُــمْ أَعْـــيـار

إنَّ الـرُّجــولَةَ قُـدْوَةٌ فَـتَـشَـبَّـهــوا     شَرَفٌ لَكُمْ أنْ تَقْــتَـدوا وَفَـخــار

أوْ فَاسْكتوا وَدَعوا المَكارِمَ وارحلوا   لَسْـتُمْ لَها أهْـلاً لِـكَيْ تَخْــتاروا

وَبِلا حَـياءٍ بَعْـضُكُمْ مُـتَـصَهْـيِـنٌ    وَالبَعْـضُ مِـنْكُـمْ تاجِــرٌ سِـمْـسار

خَسِئَ اليَهــودُ وَكُلُّ كَلْـبٍ خـانِعٍ    عَــبْدٌ لَهُـمْ فَـجَـمـيـعُــكُـمْ خَــــوّار

فَـتَـرَقَّـبوا خِـزْيَ النِّهـايَةِ كُـلُّـكُـمْ    رَبُّ الــوَرى لِـعِـــبـادِهِ نَـصّـــار

*******

********************************************************************************

الشاعر حسن منصور ـ المجموعة الخامسة عشرة ـ ديوان جديد (ص8)

الشاعرة..الشريفه زينب شلش


 ولما طاوعتني الهبتني 

ولما أعصيتني شوقتني 

فياولهي بها قد طوقتني

ويا شوقي بها إذ كلمتني 

فيا نجمي لما تبدو أفولا

فهل قل الضياء فأحرقتني

أم الاغراء في ثوب لطيف

به الأطياف كأس أظمأتني 

كزهر الروض داعبه نسيم 

كعطر الزهر أوصاف طوتني 

قصدت المدح فيها قلت شعرا

تذكرت الصفات فأعجبتني 

و إن القلب في شوق طهور

ولا ريب الخليله فضلتني

وهل قولي لك شعر مباح

أم الاديان فيه حرمتني 

لما تبدي كصماء لشعري

ودقات لقلبك أحرقتني 

أنا كالزهر في ظمئ دئيم 

أروم السعد في روح  هوتني

وأقسم بالاله اقول صدقا 

فأفضال لك قد علقتني 

أنا كالغيث ترجوه الفيافي 

وتسعد إذ بكيت وقد رجتني

الشريفه زينب شلش مصر


 سحر الكلام ______________

سألتك ياقلب هل ترتوي

                     بفيض الدموع وسحر الكَلِمْ

فكان جوابك أن ترتمي

                      بجفن الحبيب ولمس النّسَمْ

ولكن نفسي طواها النوى

              .       فراحت تميل كطيف هرم

ورحتُ اواسي شقيّ الهوى

                        لأن نداء الهوى لم يتم

أبات على جمر أيامنا

                     أناشد فيها سو يّ النغم

وأرجو لقادم أحلامنا

  ..    .......... بهيّ اللقاء وفيض النِّعم

سعيتُ لكي لا يضيع اللقا

         .  ...... فأبقى أعيش بنبض الألم

وتبقى حياتي نسيجاً قضى

         ..          ويبقى ندائي أسير الظُّلَم

وبتُّ أحاكي سبيلاً ضوى

                لتطوي حياتي معاني العدَم

فبانت لقلبي سماء. الرضى

 ...    ....... وعاد لنفسي اريج الهمم

ورحتُ اناجي بروحٍ سمت

          .    فأمست حياتي نسيماً يَدُم

وصار زماني نديّ الشذا

               ورحتُ أوافي عزيز الشيم

وأطمح يوماً بأن اجتني

          . زهور الحياة وروض السَلَم

وأنشدُ في زاهيات السنا

  .......... ورود الأماني وطيف الحُلُم

                                   لعلّ الأماني تدوم لنا.  

          فنعطي شذاها لروض القيم

وأبقى أناجي نعيماً سعى.   

           إلى روض آمالنا في الديم


د عبد الحميد ديوان