عـصـا السِّــنْـوار
===========------------ الشاعر حسن منصور
*********
لا تسْــأَلـــونـي إِنَّـهــــا أقْــــــــدارُ يُـجْــري خُـطاهـا القـادِرُ القَهّـار
وَالمُعْـجِــزاتُ بِأرْضِـنا لا تَـنْـتَـهي للهِ فــي مَـكْـــنـونِـهــا أَسْـــــرار
أبْطالُـنا أُسْـطــورَةٌ قــدْ أذْهَــلَــــتْ كُـلَّ العُــقـولِ كَأنَّـهـــا الأَسْحــار
فَـكَأَنَّهُــمْ جُـــنْـدُ السَّـمــاءِ مَـلائِــكٌ ليْسَـتْ تَــرى أشْـباحَـهُــمْ أبْصار
قدْ رَوّضوا المَوْتَ الزُّؤامَ وَعانَقوا وَلَـــهُــمْ عَـــلَـيْـهِ جُـــرْأةٌ وَبِــدار
وَعَــمـيـدُهُـمْ سِـنْوارُهُــمْ مُــتَــدَثّــرٌ كَـفَــنَ الشَّهــادَةِ مُــقْـدِمٌ خَـطّـــار
مـا كُلُّ مَنْ حَـمَـلَ السِّلاحَ مُـقــاتِلٌ أوْ كُـلُّ مَـنْ غَشِيَ الـوَغى سِنْوار
إنّ الـرُّجـولَـةَ وَالبُطــولَـةَ وَالـفِــدا زادٌ لــهُ بَــلْ مَــنْـهَـــجٌ وَشِــعــار
(يَحـيا) عَـلى قَـلَــقٍ شَـديد واصِبٍ لا يَـسْـتَـكــينُ وَلا يَقِــــرُّ قَـــــرار
سِنْوارُ ليسَ يَحـيدُ عَـنْ تَصْـمـيـمِهِ وَهَـلِ الأُسـودُ تَـخــافُ أوْ تَحْــتار
يَلـقى الأَعـادي مُقْـبِلاً مُـسْـتْـبِـشراً وَكَأَنَّــهُ في وَجْـهِــهِــمْ إِعْـصـــار
حِـمَــمُ الـرَّدى مِـنْ حَـوْلِـهِ لكِــنَّـهُ مُـتَـمـاسِـكٌ كَالـطَّــوْدِ لا يَـنْـهـــار
وَدِمـــاؤُهُ دَفّـــاقَــــةٌ وَيَـمــيــنُــــهُ مَـكْـســورَةٌ لـكِــــنّـهُ المِـغْـــــوار
نَـسِـيَ الجــراحَ وَهَـبَّ لمْ يَعْبَأْ بِها لَمْ يَـنْـتَـكِـسْ، لمْ تَـثْـنِــهِ الأَعْــذار
ألْـقـى قَـنابِلَـهُ عَــلَـيْـهِــمْ مُـقْـــبِـلاً وَجَـبـيـنُــهُ لـمْ تَحْــنِهِ الأخْـطـــار
وَأتَتْ (مُسَـيَّرَةٌ) تُحَــوِّمُ فَـــوْقَـــهُ حَــتّى دنَـتْ وَأَزيـزُهـــا هَــــدّار
فَـرَمى عَصاهُ لَظىً لِتَلْقَـفَ إِفْكَهُمْ كَعَصا الكَلـيمِ وَما افْتَرى السُّحّار
للهِ دَرُّكِ مِـنْ عَــصـا (أيْـقــونَـةٍ) صيغَـتْ لَـكِ الأمْــثـالُ وَالأَشْعـار
عَـصَوانِ أُلْقِـيَـتا لِنَصْرِ حَـقـيـقَـةٍ وَلِــدَحْــرِ ظُــلْــمٍ أهْــلُـــهُ كُـفّـــار
هــذا مِـثالٌ واحِـدٌ مِـنْ شَـعْـبِــنـا شَــعْــــبٌ أبِـيٌّ صـــارِمٌ جَـبّــــار
مِثْلَ النُّسورِ يُصَفِّقونَ إلى العُلى يَتَـسابَـقــونَ وَشَـوْقُــهُـمْ مِــــدْرار
سِـنْوارُ أقْـسَمَ أنْ يُحَـرِّرَ أرْضَـهُ عَـهْــدٌ رَعـــاهُ وَالـوَفـــاءُ قَـــرار
أوْ أنْ يَكونَ شَـهيدَهــا بِكَـرامَــةٍ فَالجُـبْـنُ ذُلٌّ وَالهَــزيـمَــةُ عـــار
رَجُـلٌ يُجاهِـدُ مُخْـلِـصاً وَيَقــيـنُهُ أنَّ الحَــيـاةَ أوِ الــــرَّدى أَقْـــدار
يا مُـرْجِفـينَ تَعَلَّموا أنْ تَخْـرَسوا عِـنْدَ الــرِّجـالِ فَـإِنَّكُــمْ أَعْـــيـار
إنَّ الـرُّجــولَةَ قُـدْوَةٌ فَـتَـشَـبَّـهــوا شَرَفٌ لَكُمْ أنْ تَقْــتَـدوا وَفَـخــار
أوْ فَاسْكتوا وَدَعوا المَكارِمَ وارحلوا لَسْـتُمْ لَها أهْـلاً لِـكَيْ تَخْــتاروا
وَبِلا حَـياءٍ بَعْـضُكُمْ مُـتَـصَهْـيِـنٌ وَالبَعْـضُ مِـنْكُـمْ تاجِــرٌ سِـمْـسار
خَسِئَ اليَهــودُ وَكُلُّ كَلْـبٍ خـانِعٍ عَــبْدٌ لَهُـمْ فَـجَـمـيـعُــكُـمْ خَــــوّار
فَـتَـرَقَّـبوا خِـزْيَ النِّهـايَةِ كُـلُّـكُـمْ رَبُّ الــوَرى لِـعِـــبـادِهِ نَـصّـــار
*******
********************************************************************************
الشاعر حسن منصور ـ المجموعة الخامسة عشرة ـ ديوان جديد (ص8)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق