الأربعاء، 15 يونيو 2016

مخاض الحرف بقلم الكاتبة المميزة فوفا فرجاني

مخاض الحرف العسير تولد احلامي من جديد.. أسافر بالكلمة الى مدن الفضيلة القابعة بأمنيات الفلاسفة.. اعيش ذاتي وأمارس طقوس حريتي واتجرد من خجلي وضعفي.. اتخلص من رواسب تكبلني وتخنق طموحي .. فأحلق بفضاء سماوي متعفف عن نواقص واقع انهك روحي واجهد مقاومتي .. فكأنما أصارع اشباح ظلام لا اتبين ملامحها فقط تنثر شؤمها وتمطرني بوابل من خيباتها.. فالله خلقني وامي ربتني والكتابة من تعب واقعي انقذتني .. 
بالكتابة أصنع عالمي الخاص بشيفرة لا يدركها الا انا.. أبثها من روحي واسكب فيضا من مشاعري المحبوسة خلف عزة النفس وهروبا من شفقة الاخر الذي أنفصل عنه واتبرأ من كل الاحقاد التي يحملها بين ضلوعه وتنثر قسوة بدروب محتاج للمسة حنونة.. لابتسامة صادقة تنفث الروح بجثة الاحساس الهامدة وتلقي باشراقة أمل تضيء المسالك المظلمة وتملأ القلوب أمانا.. فالرسم بالحروف لغة تصنع الاعجاز وتعصى على الافكار السطحية المسكونة بالاطماع والبغضاء..
هي ملاذ العاشقين يبثونها رومانسيتهم المحرمة بمجتمع يدعي المثالية ويصفق في الظلمة لبائعي الهوى والمجون... هي سمفونية حزينة فرنسية اللحن ووجودية المعنى تحكي قصة كفاح ضد الوجع الدفين ..
الكتابة هي الثورة داخلنا وبراكين الاعتراض التي لا نعلنها....
(بقلمي_ فوفا فرجاني)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق