دار السوسن
نزلَ الحنينُ بدارِ زهرِ السَّوسنِ
واستوطنَ التُّربَ التي في المَوطنِ
ورمى بذورَ الشّوقِ حتى أثمرت
فغدا يذوقُ من المَرارِ ويَنثَني
كالنّاسِكِ الصُّوفيِّ في خَلَجاتهِ
متراقِصًا والنّاسُ تَحسبهُ الهَني
الرّوحُ تُحرَقُ خلفَ حُجبِ جلالهِ
فإذا بدا منه الجمالُ به فَني
فيَهيمُ كالمجنونِ في كاساتهِ
مُتهافِتًا والسُّكرُ دَيدَنُهُ السَّني
هو لا يَمَلُّ وإنّهُ من مَنِّهِ
يرميهِ في يَمٍّ ويَكتبُ مَلَّني
يا سائلي عن لَوعَتي لو عِشتَها
لعرفتَ من لوعاتِها ما سَلَّني
ردَّ الحبيبُ على الهيامِ بهَمِّهِ
أخذَ الصّبورَ على نَواهُ ورَدَّني
هي قصّةٌ الصّبِّ التي قد عَنوَنوا
في بَدئِها دربُ المهالكِ دَلَّني
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق