(حِيَلُ البِلَى)
هل قد رأيتَ مخلَّداً بمحِلَّةٍ......ما للفناءِ عليهِ من سلطانِ
الكلُّ يفنى وما بها من خالدٍ.....إلَّا الَّذي ذلَّتْ لهُ الثقلانِ
وإذا المنيةُ قد أتتْ منشودَها.....دخلتْ على عجلٍ بلا استئذانِ
ولقد رأيتُ معاشراً وخبرتُهم.....نالوا المنى في سالفِ الأحيانِ
سكنوا القصورَ وحرَّكوا بإشارةٍ.......بل نظرةٍ زمراً من الإنسانِ
نالتْهُمُ حِيَلُ البِلَى فتُخُطِّفُوا.......في غفلةٍ مرَّتْ من الأزمانِ
وكأنهم ما عاشوا فيها ساعةًً......أو عمَّروا حيَّاً من الأوطانِ
سبحانكَ اللهمَّ أنتَ الواحدُ.....المُتفرِّدُ القيومُ ذو السلطانِ
من عاشَ في هذي الحياةِ مُنعَّماً......صرعتهُ داهيةٌ من الأزمانِ
إنَّ الحوادثَ إنْ قصدْنَ أخا الدُنا......يجذبْنهُ من دونِ أيِّ توانِ
وإذا الزمانُ على المُعَافى قد انقلبْ.....فجعتهُ بعدُ نوائبُ الحدثانِ
وإذا النوائبُ قد كررنَ على امريءٍ......ضاقتْ بهِ أجواءُ كلِّ مكانِ
وإذا الملوكُ قد انقضتْ أيَّامُهُم.......أمسَوا بلا ملكٍ ولا سلطانِ
مدحت عبدالعليم الجابوصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق