الخميس، 12 ديسمبر 2019

هل من مجيب //بقلم //د. عمرو صلاح


هل من مجيب

بَلَدٌ تقضُّ عزائمَ الطَّمَّاحِ
بل تَذدَري بمسيرةٍ لكفاحِ  

حامت حوالَيْها غُرابُ شآمةٍ
وعوت بساحتها ذواتُ نُباحِ

عَبست أساريرُ السماءِ بضَحوِها 
فتبدلت ظلماؤها بصباحِ

جفتْ ينابيعُ الحياةِ بأرضِها 
وتحوَّلت عذباؤها لِمِلاحِ 

ألقت لمُقبلِها شظافَ معيشةٍ 
وطوت لمُدبرِها وعودَ رَوَاحِ

وتَلكّأت دون الحضارةِ خَطوُها 
في عثرتين من المسيرِ كلاحِ

من دينها برئت براءةَ كاذبٍ
نادي بحلِّ حرامه  كمُباحِ

تَخذت من الأهواءِ ظهرَ ركائبٍ
جمحت إلى الإسفافِ شرَّ جماحِ

لا دين يردعها ولا داعي النُّهى  
لا فرق بين حليلةٍ وسِفاحِ

والعدلُ قد كُفَّت لحاظُ قضائِه
عُصِبت هوانا عينُه بوِشاحِ

والجور وحشٌ كاشرٌ أنيابَه
ليزجَّها  كالناقفِ الدَّحَّاحِ

لا تسألنَّ فقيرَهم عن بؤسِه
وعن الغنيِّ ووجهه الوضَّاحِ

إبنُ الكرام مُنعمٌ فيها ويُج
دعُ أنفُهم غصبا بنو الفلَّاحِ 

أين العدولُ الأولون وعدلُهم
عمرٌ وعمروٌ أين ؟! وابن رباحِ

دَرَسَت حضارتُهم فذي أنوارها
طَفِئت وسيرتُها ذُراءُ رِياحِ  

أيُّ الفلاحِ لأمة من ذلةٍ
خلعت لباس الحق أي فلاحِ؟!

قد ألجمت للحق نطقَ بيانِه
بل وانذوى فغدا قعيدَ بَراحِ 

والحر فيها من تراه مُصفّدا
بجديلِ أغلالٍ مهيضَ جَناحِ

وترى رُوَيبضَهم تدلَّى حرفُه
كلسانِ كلبٍ من كريهِ فُوَاحِ

في كل نازلةٍ له تَفِلاتُه
حتى علا السيلُ الزبى بصياحِ

أإذا الزمانُ بكى بأرضٍ لم يجدْ
إلا ديارَ عُروبةٍ  لنُواحِ؟!

خلعت على وجهِ الزمان عبوسَها
وسقته من آلامها وجراحِ

 كلُّ البلادِ بسلمها أَنِست سوى
أرضُ العروبة أَقْفرت بسلاحِ

في كل حاضرةٍ أُقيمت فرحةٌ
وحواضرُ الإسلامِ في أتراحِ

فقتيلها صدعَ الحجا وشريدها 
صُدِعت به ابياتُه وضواحي

وتكادُ لو نادت ويحدوها الرجا
رُبَمَا يُجيبُ بليلِ كربٍ صَاحي 

من ذا يردُّ إلى شريدٍ دارَه
أو يحيي الاجداثَ بالارواحِ ؟

هل من مُجيبٍ سُؤلَها يوما ومن
يَحنُو على بكماءَ  بالإفصاحِ ؟!

د.عمرو صلاح ١٢/١٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق