امكنة الاسى
غابَ الدليلُ وكنتُ فيه موقنةْ
ماظلَّ غيري للمأسي امكنةْ
زمنٌ غريبٌ في الطعونِ يشلُّني
باتتْ مخافتُه رسومَ الازمنة
مثلُ الرياحِ اذا غدتْ اسفارُها
يعسفنَ كلَّ حبائلٍ للاظعنة
اغدو وارسمُ صوتَ روحي معبرا
نحو الغيابِ لكي أطولَ الهيمنة
أملِي من الدمعاتِ كأسَ مواجعي
اروي بها اقدارَ حلمي المدفنة
فأرى الجوى يكوي بسرّ جوانحي
وغدا كأوجاع الدهورِ الموهنة
هذي عيونُ السائلينَ تسوقُنا
تنأى بنا وإلى الظنونِ المرهنة
فتجرُنا لمتاهةِ الغيبِ الذي
يمضي لمثلي بالتشتتِ محزنة
يايها الفجرُ الغريبُ بلونه
اطبق على ليلي بياضَ الأكفنة
اغدو ويسرقُني خيالي منهكا
وإليَّ ارحلُ في مداري مذعنة
صمتٌ بلا صوت ابوحُ بعبرتي
همساتُ شوقي للحوادثِ معلنة
للذكرياتِ وقودُها بي تصطلي
ويلفني حرّي كأني المدخنة
ماعدتُ انكرها فعاشت يومَها
فكما غدي وعلى الطريق محصَّنة
اوهمتُ نفسي في رضوخ مسامعي
ماكنت ادري في ضياعي مُطْعَنة
فإلى متى تبقى الدنا ارجوحة
يهتزُّ فيها ليلنا والابدنة
ياليتني امسي وآفاقي منى
لتطيب في لون المعاني الالبنة
وتعود اصوات المآذن تحتفي
لتضمني شوقا وفيها سلطنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق