السبت، 14 ديسمبر 2019

زلتُ أجهلُ كيفَ أَبعدَني المَدَى // بقلم// محمد ابراهيم


لا زلتُ أجهلُ كيفَ أَبعدَني المَدَى
عَنِّي وفرَّقَ بينَ صوتي والصَّدَى

لا زلتُ أجهلُ أينَ ترقدُ صرختِي
تلكَ التي أطلقتُها كي أُوَلَدَا

لا زلتُ أجهلُ أينَ غبتُ ولمْ أَعُدْ
مِنْ برزخِ الصَّمتِ الرَّهيبِ مُجَدَدَا

لا زلتُ أجهلُ كيفَ همتُ ولمْ أَبنْ
إلا كهيئةِ شاعرٍ كي أَبْعُدَا

لا زلتُ أجهلُ أيَّ سطرٍ خانَنِي
فتمكَّنتْ مِنِّي القصيدةُ جيِّدَا

إنّي هناكَ وما أرانِي بمقلتي
إلا شبيهاً كالأصيلِ تَجَسَّدَا

بيني وبيني ما يفوقُ تَدبُّرِي
وأراهُ مِنْ فرطِ الوضوحِ مُعَقَّدَا

لا زلتُ أَحبو غيرَ إنّي ماهرٌ
بالمشيِ والعدوِ السَّريعِ إلى الرَّدَى

أَسعَى ورائِي والفراغُ يُعِيقُنِي
فأدورُ في فلَكِ الوجودِ مُقَيَّدَا

هو صرخةُ الجسدِ المُباحةِ عنقهُ
فهوى على دمِهِ السَّخينِ مُمَددَا

عبثاً أحاولُ أنْ أُفلسفَ ما جرى
عَلِّي أُلاقي في مُحاولتي هُدَى

فأَبُوءُ بالخسرانِ رغمَ قناعتي
َأَنّي ربحتُ ولمْ يكنْ صوتِي سُدَى
              محمد ابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق