الأحد، 2 فبراير 2020

عبدالزهرة خالد. خاطرة…… ٦٨

خاطرة……
٦٨
——
[٦٨] عدد زوجي يقبّلُ القسمةَ على رقمٍ زوجي ويبقى على ذمةِ المتبقي ديناً قدره ( ١٧ ) ، للرياضيات مختصون يعرفون كيف يجمعون ويستخرجون الجذر التربيعي و التكعيبي ، أما أنا أنظر للرقم كمعادلة حسن السلوك في الجواب فهو عادة ( الرقم المعلن ) درجة يمنحها المعلم على الجهة اليمنى من ورقة الامتحان الشهري فهو أعلى من الوسطِ بقليل وأقل من العليا بكثير فهي لا تقنعني بالرضا والقبول ، وأفرح أحياناً معَ الكسالى لهذه الدرجة .
العمرُ وصل إلى هذا الحد ، تهفو الروح على مياهِ صخرةٍ ، أريدُ أن أسبح مع السمك الذي لا يصطاده أحد أو يمسكه شباك محظوظ ، أحتسي مع هذا العدد كؤوساً مملوءةً بالهذيان أمامَ نادل خائب لم يستلم مني ثمن الارتعاش والترنح بينَ طاولات الحانةِ العتيقة في حي الحناء ولِمَ تشاركني الطاولة تلك الفتاة التي كنت أحلم بها على أرجوحة  الحي العسكري. 
أقلب وجه القمر لعلي أعثر على تحديد أيام القحط  وما مكتوب فيها ثمَّ أمدُّ يديّ في جيوب الثريا لأجد ثياب السنابل المرهونة لضياء الحكاية أثناءَ السّهر القسري في فريضة من فرائضِ المناجل .
لا يرضيني هذا الرقم  لحياديته ووسطيته بينَ الفاشل والناجح ، كذا في موازين العمر  أبان استقامة العكاز بعد احتجاجات الخطواتِ السلمية في الاسبوع الأولِ من استقالة القوة من إدارة البدن . وظفت هذا العدد في شركات المحاسن ومكاتب السيئات للصيرفة بفائدة قدرها قراءة العصافير لكفوف الصباحات ، أعتقد في النهاية سيكون رصيد دفتر الوديعة لا تشمله الزكاة ولا الخمس مما غنمت.
على قدر الكفاف كانَ الدقيق المطحون برحى الكدح ، قد أدفع المتجمع إلى أقرب مخبز  ليناولني رغيفًا أسد بهِ رمقَ الحلمِ الأخيرِ  وعلى قارعة الوطنية المشبوهة الضباب . وعيون الليل تحسد أدمعي عندما تجاوزت خدود ذكرى عاشت بها جروحي بانَ عليها مس من جنون فتاة بحرٍ يجري في شواطيء الانتظار الطويل بينما يغبطني الشهداءُ الشباب  . أكرهُ سنة المعركة التي خسر بها المقاتلون العرب حرب البسوس حتى سمي هذا الرقم بالنكسة وأنا أعشق فيها أناشيد الراديو حينما يصدح "الله أكبر"و"جيش العروبة يابطل".
إلى الآن والرقم يسري في شرايين العهد الآيل إلى السقوط في أحضانِ الموت ، لم يعهد الرقمُ أن يكون شيخًا من شيوخ الأرقام بل مراهق يجمع السنين كأنّها دراهم لليوم الأسود ربما يبدو ( ٦٨ )أكثر فعالية من الركود على سجيته التي سيصفّر العداد في احتسابه دون أن يبدأ من جديد ٠
……………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢-٢-٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق