الأربعاء، 5 فبراير 2020

عبدالحميد العامري. ضموا أياديكم البيضاء

ضموا أياديكم البيضاء

أصابك الهمُّ أم أوهى بك التعب؟
ما للتباريح في جنبيك تلتهبُ ؟

أم الخواطر تدنو منك حائرةٌ؟
أم استفاضت بك الأرزاء والكُربُ؟

يامن بهمك غادٍ والهموم ردى
مَن ذا من الهمِّ لم يود بهِ النصبُ؟

أنا وأنت على كف الرَّدى دَمُنا
يغلي وفي مقلتينا الدَّمع ينسكبُ

ماذا نقول إذا أحزاننا ثَقُلتْ 
وزاد فيها أجيجٌ  كُلُّهُ عَجَبُ؟

وفي أسى مقلتينا ينزوي وطنٌ
قد استفاضت به الأوجاعُ والنَّدَبُ

عن أي شأن تحاكيني وقد كثُرت
بنا المآسي وزاد الهمُّ والعطبُ؟

في كل ركن خطايانا موزعةٌ
تنعى كرامة من بالأمس قد ذهبوا

ما نحن إلا وإن طالت مفاخرنا
سوى غثاء على أيدي العدى نهَبُ

ضاعت فلسطين والأقصى مقيدةٌ
وضاع من قبلها الجولان والنقبُ

ودنَّس المسجدَ الأقصى دهاقنةٌ
وعاث بالقدس زنديقٌ ومغتصِبُ

والغربُ أمعن في تمزيق وحدتنا 
ونحن نشكو ونستجدي ونحتسبُ

وخاصم البعض منا بعض إخوتهم
واستفحل الشُّر والترويع والسَّغبُ

حطين تاه صداها في ضمائرنا
وعين جالوت في وجداننا لهبُ

بالشرق والغرب قد باتت مآثرنا 
تُحَالف المجد بل تزهو بها الحقبُ

واليوم بتنا على الأطلال نندبها
ونجرع الذُّلَّ ألواناً وننتحبُ

أما لهذا الأسى في قلب أُمَّتِنا
من غايةٍ يكتفي منها وينسحبُ

لاشئ يبدو كما كنَّا نؤملهُ 
لاشئ سوف يعيد المجد ياعربُ

إلا فلسطين إن عادت لحوزتكم
ودونها النَّصر والتَّمكينُ والطلبُ

ضُمُّوا أياديكم البيضاء واجتمعوا
وحققوا الأمل المنشود واعتصبوا

ماصفقة القرن إلا بعض عثرتكم
لولا التفرق ماجاءوا ومارغبوا

ماضاع حق وخيل الله زاحفةٌ 
إلى المنايا وهذا الحق مُكتسبُ

عبدالحميد العامري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق