الجمعة، 6 مارس 2020

د عماد أسعد/ سوريه. قَلَائِدُ الوَجد


قَلَائِدُ الوَجد
-----------
أنَّى الدَّلاَلُ وعِشقِي فِيكَ مَبلُولُ
     إِنْ غِبتَ عنِّي فَقَلبِي فِيكَ مَعلُولُ
مَهمَا شَكَتْكَ  بِذِي   الأيامِ  نائِبَةً
      لاَ بُدَّ أَنَّكَ في العَينَينِ   مَجبُولُ
هَيَّجتَ قَلبِي ومَا لِي عَنكَ مِن بَدَلٍ
     إِلَّاكَ   أرنُو   فَلا   يَنآكَ    مَعقُولُ
إِنِّي جَعَلتُكَ فِي الأَهدَابِ مُتَّصِلاً
     ومَا قَلاَكَ عَنِ الأَهدَابِ مَشغُولُ
لمَّا تَدَانَيتَ  فِي  دَارِي  فَلا قَلَقَاً
      أَشتَاقُ تِبرَكَ فِي لُقيَاكَ مَأمُولُ
عَنِّي عَزَبتَ ومَا لِي فِي العَذَابِ هَوَىً 
      دَعنِي أُجارِيكَ فِي  الأشجَانِ مَسؤُولُ
كَيفَ الوِصَالُ إلَيكَ اليَومَ أخبِرَنِي
       قَد ضَاقَ صَدرِي وبالأوهَامِ مَقتُولُ
هَيهَاتَ أنَّكَ تَلقَى فِي الهَوَى عَطَبَاً
        يا سائِلَ الوَجدِ في مَحيَاكَ مَعسُولُ
الحَرفُ نَضَّدَ في الأرجَاءِ مَلحَمةً
        مِن لَحنِكَ القَولُ شَتَّاءٌ ومَوصُولُ
أنتَ المُعنَّى وفِي الأَحقَابِ باذِخَةً
         عِندَ الظِّلالِ ذِراعُ  الوَردِ مَفتُولُ
يَامَن ثَراكَ على الهَيجاءِ  مُترَعَةً
        فِي خَطبِكَ الرَّحلُ مِن رَيَّاكَ مَذهُولُ
دَعنِي أُحِبُّكَ إنَّ العُمرَ مَصيَدَةً 
        كُلُّ امرِءٍ لو قَضَى بالعِشقِ مَخبُولُ
هَيهاتَ ألقَى مِنَ العُشَّاقِ مَأدُبَةً
          الخَدُّ مَلعَبُها بالغَارِ مَجبُولُ
الخَدُّ عَفَّرَنِي بالشَّوقِ صَيَّرَنِي
         أحتَارُ فِي زَمَنِي والحُبُّ مَبطُولُ
المَوجُ يَلطِمُنِي في اليَمِّ يَنكُرُنِي
         العَينُ عاشِقَةٌ والقلبُ مَقتُولُ
إنِّي عَنَيتُ بِقَولِي بَعضَ صَادِيةٍ
         في البَوحِ أرفِلُهَا والوَجدُ مَكلُولُ
الوَقتُ أرهَنُهُ والخَلقُ تَشهَدَنِي
         شَوقِي إليكَ مِنَ الآهاتِ مَتبُولُ
 يَامَن هواكَ تَضَانَت فِيه ذائِقَتِي
           مَرَّ السِّنِينِ ولاَ يألوُكَ مَدلُولُ
أَسكَنتَ رَحلَكَ في رَحلِي ونَائِبَتِي
          ياربُّ إرحَم وكُلِّي فِيكَ مَشغُولُ
أنجَدتَ فِي مَرقَبِ الأحدَاقِ نَائِرَةً
           نَاسَت كَضَوءِ به الوَسنانُ مَظلُولُ 
فِيمَن يَرُومُ  عَشِيقاً جِدُّ يَطلُبُهُ
           تِلكَ الأنامُ هَواهَا فِيه مَجهُولُ
لمَّا تَعامَت عَنِ الأنوارِ نَظرَتُهُم
       والكُلُّ مِن مَشهَدِ الأنوار ِ مَهبُولُ
هَذا وذَاكَ علَى الأنصَابِ بائِقةً
       ومَا يَرَاكَ بهذا الحُسنِ مَجبُولُ
لِي فِي شَذَاكَ هَوَىً الدَّهرُ غُرَّتُهُ
      أضَاءَ قَلبِي وفِي الأَحقاب ِ مَحمُولُ
يا ساقِني العَلَّ مِن بَيضَاءَ دَانِيةٍ
        بَينَ الكُرُومِ تَسَامَى الوَجهُ مَأزُولُ
ياشاغِلَ القَلبِ فِيمَن أنتَ مَظهَرُهُ 
         حَقلَ الغِلالِ أتاكَ المُزنُ مَهلُوُل
مِن سَلسَبِيلٍ حَبانَا فِي الهَوى ألَقاً
       أو بُلبُلٍ شادِنٍ في الغُصنِ مَغلُولُ
فِي المُقلَتَينِ تَهَانَى الصَّبُّ مُنتَشِياً
         لِلنَّاظِرِينَ سَناءُ النُّورِ مَدلُولُ
فِي الغَابِرِينَ كِرام ُ الخَلقِ نَاظِرةً
        فِي الحَاضِرِينَ ضَلالٌ  فيهِ مَجهُولُ
رَاقَ الشَّغَافُ وهَذا النَّصُّ بَلَّلَنِي
       السَّحُّ مزنُكَ والإبلَالُ مَنهُولُ
----
لامُ الخِطاب
----
 د عماد أسعد/ سوريه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق