رفعة لعيالي
---:؛ ----
هجر الديار صغارنا ! أ لأنهم
كبروا فطاروا -ياترى-بكمال ؟
قد كان ملء الدار عطر بهائهم
وغدت -كنجد - دارنا بمآل !
لهفي عليهم بل علي تزاحمت
في الرأس أفكار كتل رمال
فالنار في قلبي تداهم أضلعي
والهم محرقة وطعن نصال
ابكي بصمت فالمحاجر عزة
تأبى انهمارا مقلتي بتعالي
تبكي أسرتهم وتكتم دمعها
ترنو النوافذ في أسى لوصال
هذي دفاترتهم وتلك ثيابهم
شكت الدروب حنينها لنعال
؛
؛
في لوعة تشكو الشتات ذواكري
ثكلى أنا تعلو الخريف نعالي
لم يتركوا إلا النوارس رفقة
ولقد هرمت ولم أعد كغزال
يا ليت لي مثل النوارس جانحا
أسعى إليهم -طائرا- بظلالي
يا ليتهم كسحابة بسمائنا
في رقة عبرت تسائل :مالي ؟
يا ليت ليت أينعت بضراعتي
شهد اللقاء وفرحة بسلالي !
؛
؛
أين الأحبة؟ فالخواء متاهة
غول يقرقش فطنتي بتتالي
لم يبق طعم للحياة تلبدت
سحب المآسي فالنهار ليالي
والليل كهف موحش بكآبة
بل مدفن بالصمت يندب حالي
همي عظيم فاق كل تصور
جسد انا والروح محض خيال !
يا فلذة الأكباد يشرخ صبرنا
نأي تجذر نقمة بوبال !!
؛
؛
مقهورة مشلولة وبحيرة
سفني بخبخبة تجول حيالي
سحقا غدت تأشيرة لمسافر
حلما تبخر أخطأته نبالي
حتى الى حج وعمرة مؤمن
أمسى كسيحا أو فتى بهزال
ظلما وعدوانا يحاصر شعبنا
شرقا وغربا طغمة بضلال !
شذاذ آفاق بنار ضغينة
سلت حراب الغدر سيف قتال
في فتنة عصفت نقارع محنة
من دون ذنب يبتغون زوالي
أ لأننا كنا ونبقى زوبعة
قد أرقت حاخامهم بشمال* ؟
هذا يقين خافق بحقيقة
وطني أبي صامد بجلال!
؛
؛
الصدر في ضيق يكابد غصة
نسفت أناة في اجترار جدال..
ما بين قلب حانق لعن النوى
ووقار عقل بالصواب يبالي:
دعهم يشقوا دربهم برجولة
تأبى الرجولة رأفة بدلال
قد يورق الغصن الطري جنائنا
بالظل وارفة وأيك جمال
في غربة طرح الثمار مكافح
رطبا جنيا في زنود رجال
دعهم -وتدري- أنهم بجدارة
ما عابهم نقص وعار خصال
شهب علت ألقا تقارع غربة
عزم الشباب منارة بجبال !!!
؛
؛
يا قلب قد يطوي القضاء الهنا
بدعاء عبد قد دعاه بفال*
فادعوه دوما لا تني بدعائه
سرا وجهرا رفعة لعيالي
لا تبتئس لو طال بعد شبابنا
ما كان في جزع حصاد غلال!
* بشمال : بسورية
*بفال: بفأل
د. محمد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق