.....سئمت الشعر....
سئمتُ الشِّعر في هذا الزمانِ
تَبَدّى كالنقود بلا أوانِ
كأهل الكهف يوماً قد أفاقوا
كأنّ الدهر أمسى من ثوانِ
تساوى العبدُ والأسيادُ جمعاً
بجرع الكأس ذلاً في هوانِ
فلا عاشت شعوبٌ في هناءٍ
ولا دامت ملوكٌ في أمانِ
لهذا لا سعادةَ في معاشٍ
إذا الكُرماء من جورٍ تُعاني
َ
فقم واركب سروج الخيل صُبحاً
إلى الهيجا بسيفٍ هندواني
إذا ما هزّني في الفكرِ وجدٌ
رفعت شموخ هامي للعنانِ
لَعلّي في المقال بلغتُ عزّاً
إذا ماتت فعالي في كياني
يُقالُ أنا الفتى المطروحُ أرضاً
وَمَيْتٌ والهوى غَرِدُ الأغاني
َ سبقتُ القائلين بكلّ قولٍ
وما رُمتُ الثراء وما أتاني
ولي ثوبٌ أُرى كالخيطِ فيهِ
ولولا نور وجهي لا تراني
أنا طيرٌ غريبٌ في بلادي
غرابٌ جاء في داري هجاني
لَعلّي كنتُ ورّاد المنايا
ولكن قد ولدتُ بغير آنِ
شربت من المرار بكل كأسٍ
وأصعبُها قريبٌ قد سقَاني
صعدتُ بكل كأداءِ المنايا
وإني فزتُ في يوم امتحانِ
أسيحُ على القفار وكلّ بحرٍ
وقلبي قد تعثَّرَ في المواني
قضيتُ الدهر أبحث عن خليلٍ
إذا ناشدتهُ يوماً أتاني
ولم يرْمِ الرماح بخلف ظهري
إذا أخفقتُ في ودٍّ دَعاني
ألا يا روح هبي من سُباتٍ
كأنَّ العيش من حربٌ عوانِ
هيَ الدنيا كشمطاءٍ تولّت
أمور الخلق في كل امتنانِ
ُتُرى غجريةٌ خرقاء جاءت
لتقرأ حظ ملكات الغواني
وأصناف الثعالب في دياري
على المحراب ترفع في الأذانِ
تُلَوِّثُ في المعابد كلّ دينٍ
لعمركَ ذاكَ أقسى ما دهاني
فما نفعُ السيوف بكفِّ حُرٍّ
إذا ما الكفُّ مبتور البنَانِ
شاعر البيداء/سعود أبو معيلش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق