(( مُحَمَّدٌ ))
جُورُالسِّنِيْن عَلَى العِبَادِ يُعَرْبِدُ
والكُفْرُ يَمْخُرُ في اىسعيدي ويَحْصُدُ
اللَيْلُ سَاجٍ وَالبِلادُ عَقِيْمَةٌ
وَالنّاسُ شَاخِصَةٌ وطَالَ المَوْعِدُ
اللّاتُ والعُزَّى عَليْهمْ قَدْ جَنَتْ
وقُلوبُهمْ غُلْفٌ وعَقْلٌ مُؤْصَدُ
والأرْضُ تَرفَعُ كَفَّهَا نَحْوَ السَّمَا
تَشْكُو إلى المَوْلَى بهِ تَسْتَنْجِدُ
وقَفَ الزَّمَانُ سُوَيْعَةً مُتَسَائِلاً
عَنْ مُنْقِذِالعَصْرِ الّذي لا يبْعُدُ
فَإذَا بَشِيْرُ الحَقِّ يَسْطَعُ نُورُهُ
ويَلُوحُ في أُفُقِ السَّمَاءِ الفَرْقَدُ
ازْدَانَتِ الدُّنْيَا تَعَطَّرَ وَجْهُهَا
وَعَلَتْ بِمَنْ فِيْهَا وجَاءَ مُحَمَّدُ
بَانَ الصَّبَاحُ وَأَشْرَقَتْ شَمْسُ الضُّحَى
والشَّوْقُ في كَبِدِ العِبَادِ يُغَرِّدُ
والبَيْتُ يَهْتُفُ بالحَبِيْبِ وَيَزْدَهِي
ضَاءَتْ مآذِنُهُ أتاهَا المُرْشِدُ
دَبَّ السُّرُورُ عَلَى الحَطِيْمِ ورُكْنِهِ
وبَدَا عَلَيْهِ رُوحُهُ المُتَجَمِّدُ
وتَنَفَّسَتْ بَطْحَاءُ مَكَّةَ عَنْبَرَاً
وَجِبَالُهَا وَحُصُونُهَا تَتَوَرَّدُ
أزْكَى سَلَامُ اللهِ مَاسَقَطَ النَّدَى
اللهُ أكْبَرُ ،مُرْسَلٌ لا يجْحَدُ
بَشُّ المُحَيَّا نُورُهُ مُتَوَهِّجٌ
هَتَكَ الظَّلَامَ جَبِيْنُهُ المُتَوقِّدُ
وإذَا نَظَرْتَ إلى الخُدُوْدِ كَأنّهَا
قَمَرٌ مُشِعٌّ يَزْدَهِي وزَبَرْجَدُ
نَفَحَاتُ رَبِّ العَرْشِ خَيْرَاً أمْطَرَتْ
والغِيْمُ يُزْجِي والبَشَائِرُ تَرْعُدُ
للّهِ مِنْ يَومٍ أتى بِرَسُولِنَا
نصَرَ الظَّلُومَ وذُلَّ فيْهِ السَّيِّدُ
ولَقَدْأتَانَا والظَّلَامُ مُخَيِّمٌ
والكُرْهُ بَيْنَ قُلوبِنَا يَتَلَبَّدُ
وَمَحَا بِدِينِ الحَقِّ كُلَّ جَهَالَةٍ
ذَلَّتْ لَهُ الدُّنْيَا ولَانَ الجَلْمَدُ
بَلغَتْ بِهِ الأرْضُ الذُّرَى وتَفَاخَرَتْ
وإذا العِبَادُنُفُوسُهُمْ تَتَوَحَّدُ
يَاسَيِّدي إنّيِ بِحُبِّكَ مُغْرَمٌ
والقَلبُ رَطْبٌ وَاللِسَانُ يُرَدِّدُ
اشْفَعْ لرُوحِي إنّنِي بكَ مُوْمِنٌ
فَأنَا المُقِرُّ بِمَاتَقُولُ وأشْهَدُ
دَاوَيْتَ بالقُرْآنِ كُلَّ مُنَافِقٍ
وَشَفَيْتَ أمْرَاضَاً بِنَا تَتَمَدَّدُ
أهْدَيْتَنَا عِلْمَاً تَقَدَّسَ سِرُّهُ
ولكُّلِ عَبْدٍ مِنْ زُلَالِكَ مَوْرِدُ
وشَرَعْتَ مِنْهَاجَ الحَيَاةِ مُفَصَّلاً
الكُلُّ في أحْكَامِه يَسْتَرْشِدُ
وغَسَلْتَ وجْهَ الأرْضِ بَعْدَ نَجَاسَةٍ
وبَنَيْتَ عَدْلاً فَوْقَهَا يَتَوَطَّدُ
ومَنَحْتَنَا سُنَنَ الكَرِيْمِ وأثْمَرَتْ
وغَدَتْ شُعَاعَاً نُورُهَا لا يَنْفَدُ
شَرَفَاً لطِيْبَةَ أنْ وَطِئْتَ تُرَابَهَا
وَبِأنَّ رُوْحَكَ فِي رُبَاهَا يَرْقُدُ
ولَقَدْ زَرَعْتَ الحُبَ في قَادَاتِهَا
بَعْدَ الشَّتَاتِ جُمُوعُهُم تَتَوحَّدُ
فَلتَعْلَمَنَّ بِأنَّ قَوْمَكَ شُرِّدُوا
والأرْضُ جَمْرٌ نَارُهَا لا تخْمَدُ
كُلُّ الرَّزَايَا في البِلادِ اسْتَوْطَنَتْ
والحَقُّ أعْمَى والشَّرِيْفُ مُقَيَّدُ
عَبَثَتْ بِنَا ثُلَلُ الطُّغَاةِ وَدَمَّرَتْ
والعَقْلُ مِنْ أعْمَالِهمْ يَتَبَلَّدُ
والقَوْمُ بَيْنَ مُحَزِّبٍ ومُخَرِّبٍ
وَمُنَافِقٍ أشِرٍ يَعِيْثُ وَيُفْسِدُ
حَقاً نرَاكَ مُوَسَّدَاً تَحتَ الثَّرَى
لكنَّ ذِكْرَكَ في القُلُوبِ مُخَلَّدُ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ في عَليَائِهِ
أنْتَ الَّذِي في عِلمِهِ مُتَفَرِّدُ
مِنِّي السَّلامُ عَلَيْكَ يَاخَيْرَ الوَرَى
مَاطَافَ بالبَيْتِ العَتِيْقِ الْهُجَّدُ
أبو مروان السعيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق