روضُ الحنين
(الوافر)
لِرَوْضِكَ هَبَّ يكوينِيْ حَنِينِ
تَرَائىْ لِيْ جَليَّاً فيْ سِنينِ
نَسَائمهُ تَجُوْدُ بِذِيْ لُبَابٍ
وَلا أَسَفٌ عَلىْ عطفٍ قَرِيْنِ
رِفَاقٌ كُنْتَ تَحْسبهم رِفَاقَاً
سَلَوْ عَنَّيْ فَحَسْبيْ في يَقِيْنِ
فَأَسْبَابُ الرَّجاءِ لَهَا زَمَانٌ
جِراحٌ عَانَقَتْهَا في أنينِ
وَصوتُ الحقِّ لا صوتٌ سِواهُ
فَبَعْدَ نُفُوْرهِمْ فرقٌ لِدينِ
أَبعْدَ تَفَوّقٍ صِرْنَا صِغَاراً
تَرانا بيْنَ حِقدٍ لا يَبينِ
يعاتبنا وَيسقينا سَرابِاً
وَهَلْ بَعدَ السَّرابِ لنا ردينِ
فهَلْ نَبْقَى نَثُوْرُ وَبِنَا أزيزٌ
كَرِيْحٍ شَابَهَا صِرٍّ مُهينِ
عِظامٌ نَحْنُ نَهْوَىْ كُلَّ فِكْرٍ
كَشامٍ إن تهَادت كلَّ حِينِ
تقولُ لَهَاْ أرَائكَ عَانَقتْها
وَأَسْورةٌ حلائِلُهَا سنينِ
وَلَاْ عيشٌ كَرِيمٌ إذْ تَسَاوَتْ
صنوف العيش بعد عُرىْ دفينِ
تَعَذَّرنا لِحَربٍ فَرَّقَتْنَا
فَصِرْنَا نَحْتَمِيْ بِثَرَىْ كَمينِ
أما لكِ يَا حَيَاةُ بِنَا سَلامٌ
فَنسلمُ مُمْسكينَ عَلىْ ثَمينِ
تَبَصَّر هَل لِأَقصىْ من مُقَامٍ
تَململَ مَوجهُ أَرْخى سَفِيْنِ
وَغُرٌّ يُسْبِقُ الدُّرَ فِيْ مَعِيْنٍ
تَثَلَّمَتِ النُّفوْسُ جَدَا مُعينِ
ياسين صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق