قال الفرزدق :
يُغضي حياءً ويُغضى من مهابتِهِ___ فلا يكلّم إلاَّ حينَ يبتسمُ
معارضة بعنوان :
توبةُ العارفين _____________________البحر : البسيط
الحُرُّ يعرفُ ما تصبو لهُ الأُمَمُ ___ بعدَ الكوارثِ قد تعلو بها الهِمَمُ
عصرٌ يُغيِّرُ أجيالاً بلا عملٍ ___ بادت وما زالَ في أفيائها حُلُمُ
إنَّ النُّهوضَ بأخلاقٍ لها ذمَمٌ ___كالماءِ يُطفىءُ أوزاراً لها حِمَمُ
يعلو الدُّخانُ ولا يبقى لهُ أثرٌ ___ بعدَ انقشاعٍ لذي دربٍ بِهِ سقمُ
قد ضاعَ وقتُ وما زالت علائقُهُ ___تبكيه مِن سفهٍ قد كانَ يستلمُ
...................
خُسرانُ وقتٍ بلا عودٍ يُهدِّدُنا ___ في شهرِ صومٍ بِهِ نفحٌ ومُستلمُ
هلاَّ أفقنا قبيلَ الفجرِ من رهبٍ ___ندعو الإلهَ بما قد جادت الحُرُمُ
يا ربِّ إنَّا عركنا النَّفسَ فابتهلت ___ بكلِّ أدعيةٍ ترجو وذا ندمُ
قد بلَّلَ الوجهَ من دمعٍ يدحدِرُهُ ___جفنُ المحبَّةِ من وجدٍ سرى ألمُ
نهفو بآخرِ أيَّامٍ ... كمرتقبٍ ___لليلةِ القدرِ إذ تُجلى بها الظُّلَمُ
..................
يا ربِّ تَهدى قلوباً إذ بها وجلٌ ___ والحقُّ أبلجُ لم يعلوهُ مَن ظلموا
يا ربِّ فاعفُ فعفوٌ منكَ يُسعدها ___بالوصل تُبعدهاعن كُلِّ مَن قصموا
ظهرَ البعيرِ بحملٍ فوقَ طاقتِهِ ___ قد زادهُ قشَّةً من كانَ يستهمُ
وارحم ضعيفاً جنى من كُلِّ مسبعةٍ ___ذئباً لمن فسدوا والوصلُ يلتحمُ
من بعدِ توبتِهِ تجري مدامِعُهُ ___ والعفوُ مطلبُهُ مع كلِّ مَنْ هَرِموا
......................
إنَّ الَّذي يغسلُ الأدرانَ من جربٍ ___منهُ الشِّفاءُ لكلِّ الخلقِ إذ دُحِموا
في كُلِّ ذنبٍ عدا كالعُمرِ مُنطرحاً ___يُنسَى كزلاَّتِ مَنْ يَطغى ويبتسمُ
لا يحملُ الهمَّ إلاَّ من لهُ كبدٌ ___ رأى الحقيقةَ في جوفٍ فيحتكم
لخالقِ الكونِ لا يبغي سوى شرفٍ ___ عن كُلِّ مزلقةٍ يعلو فلا تُهَمُ
يا ربِّ إنَّا ببابٍ لا ... تُغَلِّقُهُ ___ أمامَ توبةِ عبدٍ كادها القِدَمُ
...................
إذ رامَ عفواً وقد ضاقت مسالكُهُ___بالبعدِ عن دربِ مَن بالحُبِّ يتَّسِمُ
صفحاً جميلاً لهُ في القلبِ مشنقةٌ ___ لكلِّ ذنبٍ جرى ممَّن بهم عدمُ
من كالرَّحيمِ بدنيا أو بآخرةٍ ؟!___رحمنُ خلقٍ فمن للوصلِ يستلمُ
يا ربِّ صلِّ على المحبوبِ شافعنا ___عندَ الشَّدائدِ في حشرٍ لهُ نِقَم
أعدادَ من شهدوا باللهِ من أُمَمٍ ___ أو ضلَّ من شقوةٍ يهوي بهِاعَلَمُ
...................
الثلاثاء 26 رمضان 1441 ه
19 مايو 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق