الأحد، 3 مايو 2020

خير الشهور../بقلم الشاعر ماجد منيري

خير الشهور..

(مشتاقة تسعى إلى مشتاق)
روحي إلى رمضان ذي الأشواق
أقبلت ضيفا فارها متبسما
في حلّة بالحمد والأرزاق

أهلا بضيف حلّ في أعماقنا
بالجود والإحسان والأخلاق

بالبرّ بالإكرام بالصدق الشجي
بالخير بالأرحام ذي الإيثاق

بالنور يمحو كل عتم غاسق
بالطهر يجلو غمّة الفسّاق

أهلا بمحراب الصلاة ومسجد
الزهاد والوِرد النديّ الساقي

فيك المآذن أشرقت أصدائها
واستعبرت حيطانَها أحداقي

فيك استقام الكل صفّا واحدا
ترجو الخلاص برحمة الخلّاق

والحامدون الشاكرون تعطروا
بالذكر يشدون النّدى العبّاق

يشجيك من آيات ربّي رحمة
تسري بها النسمات في الأطباق

و يريك من آلاء حبّه رقّة
سرّية من فجره الألاق

وتلاوة الليل البهيم أقر في
صدر السقيم من الدّواء الرّاقي

تشفي القلوب الغافلين وغلها
وتجير  أرواحا  عن  الإملاق 

في  ليلة  قدريّة خير  بها 
من ألف شهر إن ضفرت تلاقي 

بوركت إن أمسيت من آلافها 
تلقى هدى من فيضها الدّفاق 

فتسيح في آفاقها متبتلا 
مسترسلا نبعا من الآماق  

لمّا أطلّ الشهر في ريعانه 
زُفّت إلينا جنّة العشّاق

أشرقت مابين الشهور مفرّدا 
نجم أضاء الكون بالإشراق 

فضل الكريم على الكرام صنيعة 
لم يحصه حبر على الأوراق 

إنّ السخاء الطلق في أعماقه
كالغيمة الملقاة  في الآفاق 

رمضان حلّ سحابة ممزوجة 
بالخير مُزن  طيب  مهراق 

ما كان أسرعه على أحبابه 
أضنى أحبّته على الإطلاق 

فاربط إلهي إنّ قلبي تيّم 
لما رأيت هلاله الخفّاق

مشتاقة روحي إلى أفيائه 
ولهانة  يا  جنة  العتّاق  

لم يبق للحسناء ثمّة منهل 
ودعي فما شوق هنا لعناق 

العالمون تملّكوا أرزاقهم
وأنا أمنّي النفس بالأرزاق 

كنّا وحتّى الأمس في لهواتنا 
فلنستزيد من الأجور بواقي 

ربّاه  إنّي  تائب  متعفّر  
فامنن عليّ بعفوك الخلاق

وارحم ذليلا عند بابك راجيا 
عَدنا  ولا  تمنيه  بالإخفاق 

و مفازة و حدائقا و كواعبا
تربا تميس بكأسها الدهاق 
،،

ماجدمنيري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق