حذيفه عبد الهادي السيد
أمِن وجدٍ سخيُّ الدّمعِ هارا
وطوّفتَ المهامِه والقِفارا
أمِ الأيامُ نالتْ منكَ حظّاً
وما أبقت ِ منَ الثّوبِ الإزارا
فإن وافاكَ يومٌ فيه عزٌّ
فلا يغْرُرْكَ أنْ يغدو انتصارا
فربّتما يجيءُ المجدُ يوماً
وباقي العمْر تحتضرُ احتضارا
هي الأيامُ لا تصفو لعبدٍ
إذا عنْ طاعةِ اللهِ استدارا
فأكرمْ بالصلاة على حبيبٍ
لعزّ الخلقٍ قد همّ وسارا
فطوّحَ كلّ جبارٍ عنيدٍ
على الإسلام قد سلّ الشفارا
فحاقتْ كلُّ أسبابِ المنايا
بساحةِ مُلكِهِ فهوى وغارا
وولّى كلُّ شيطانٍ مريدٍ
وعزّ الله بالإسلامِ دارا
فساد َالعدلُ بين الناسِ طرّاً
صِغيراً كانَ أم كانوا كبارا
نساءُ المؤمنين مُلئْنَ عِزّاً
وطهراً زيدَ مِنْ خُلُقٍ خَفارا
أعاذلتي فكفّي اللومَ إنّي
عن الأحباب قد رُمتُ استٍتارا
وطوّعتُ الفؤادَ إلى رحيمٍ
بهِ قلبي من الهمّ استنارا
فإني في ظلال ِ الله ِأغفو
فقد آنستُ في الإيمان نارا
ولولا عزةُ الإسلامِ صارتْ
حياتي كلّها ذلّاً وعارا
فغضّي الطرفَ عنّي وارحميني
وألقِي فوق عينيكِ الخمارا
فأطبقتِ الرموشَ على حياءٍ
وفاض الدمعُ فانهمر انهمارا
على الخدّينِ أزهى الجُلنارُ
وفوحُ العطرِ ينتشرُ انتشارا
ولما أن رآها البدر ولّى
ونجمُ الصبحِ قد ألقى العِذارا
فقالتْ والحيا بادٍ عليها
وفوق الوجهِ أسدلتِ الستارا
لغيرِ الله لن يلقاكَ وجهي
وعمري لن أضيّعهُ اغترارا
وجرّتْ ثوبَها والليلُ يلهوْ
ولمْ تُبدِلْ بدار الحقّ دارا
حذيفة عبد الهادي السيّد
في 13 / 7 / 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق