ليلي عريقات ...قصة حياتي
قصة حياتي....٢
مرحلة الشباب..١
في "الأردنيّةِ" كان صرحي شامخاً
والناسُ بينهُمُ أبرُّ صِلاتِ
سكَنٌ لنا فيهِ البناتُ تنوّعتْ
بلداتُهنَّ وهنّ كالأخواتِ
ما زلتُ أذكرُ يا نوالُ رفيقةً
كانت تُشاركُني بِذي الخطُواتِ
في غرفتي في الفصل عند دروسِنا
عند الطعامِ وفي شذا النُّزُهاتِ
يوم الخميسِ نعودُ فيهِ لأهلِنا
أخويَّ ينتظرانِ في الطُّرُقاتِ
فرحٌ تبدّى في الوجوهِ سعادةً
والأمُّ كانت أنبلَ الملِكاتِ
ما كانَ أرحمَ قلبَها وأحنَّها
لمّا تضُمُّ وتُغْدقُ القبُلاتِ
سامي ب هايدِلْبيرْغَ يدرسُ طبَّهُ
كم كان يكتبُ لي من الصّفحاتِ
إنّ امتحاناتي يحينُ أوانُها
وعليَّ أن أمضي بكلِّ ثباتِ
حلَّ النعيُّ بموتِ سامي عاجلاً ورجعتُ كانت أوجعَ النّكَباتِ
ورأيتُ أمّي والسّوادُ يلفُّها
لم تستطعْ نُطقاً سوى الآهاتِ
وأخذتُ أكتبُ في الظلامِ رثاءَهُ
نشروه مُرّاً فاجعَ الكلماتِ
ورجعتُ أُكملُ امتحاني والأسى
يطغى عليَّ ويبعثُ الزّفَراتِ
أُولى المصائبِ في حياتي فقدُهُ
لكنّ أمّي رسّخَت عزَماتي
أُمّي معي تُصْغي لِمِذياعٍ لنا
تلكَ النّتائجُ مثلُ شرٍّ آتِ
كليّةُ الآدابِ لم يكُ غيرَها
والقلبُ يرجُفُ من لظى الحُرُقاتِ
ليلى امتيازٌ...ويح أمّي زغرَدَتْ
نسيتْ فجيعَتَنا وذي الحسراتِ
كثُرتْ مراثيَّ الحزينةُ أدْمَنَتْ
عيني البكاءَ على أبي الهِمّاتِ
مرّت ثلاثٌ من سنينٍ بعدها
وعلَت أناشيدٌ بكلِّ جهاتِ
مِن مصرَ قد سُمِعَتْ بياناتٌ لهم
عن نصرِنا الوهميِّ في الهجَماتِ
في ستةٍ..مِن يومها خابَ الرّجا
والنصرُ كانَ حليفَ خصمٍ عاتِ
يا نكسةً غرزَتْ بقلبي خنجراً
ونزحْتُ أُكملُ آخرَ السّنَواتِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق