عباد الوطحي
كَينُونَةُ الأشْياءِ ليسَـتْ ضَحْـلَـةً
لو قُيسَ ما تُخفـيهِ..مما تُبدي؟
رُوحي ببحرِ الشِّعْرِ خَفْقَةُ طائرٍ
يزهو على جَنْحَيهِ طَيفُ الوعْـدِ
فبداهَـةُ الَكَلِماتِ تَوئـدُ قَـدْرَهـا
والشِّعـرُ يُقْـشِـبُـهُ لـسـانُ الـنَّـقْـدِ
لكنَّنـي أحيـاهُ نبضـاً صادقـاً
وأراهُ بعضي حِينَ يَحيا بَـعْـدي
صَدرُ القصيدَةِ لا يتمِّمُ قصـدَها
والعجْزُ يعْجَزُ عن بلوغِ القَـصْـدِ
مازلتِ تغرينَ الحُروفَ لتصطفي
مِنْ جَوهرِ المعنى بـريـقَ العِـقْـدِ
لا تستطيعُ العينُ تبكي وحدَها
فالدمـعُ يشـهـدُ بازدواجِ الـفـردِ
قلبانِ في خَفْقِ الوَريدِ صَداهُما
كالبَرْقِ إذْ يَتلوه صَـوتُ الــرَّعْـدِ
قلبٌ يواعِدُني وقلـبي حـائـرٌ
وأنا المُضَيَّعُ في سَـرابِ الوعْــدِ
لمْ أدْرِ مِن فرطِ الغوايَةِ مَنْ أنا
أوْلستِ أغلى من حياتي عندي؟
تمسينَ وحْدَكِ في كَيَاني حَيْنما
أخلو إلى نفسي وأبقـى وحْـدِي
وأعودُ مِن ذِكراكِ كالشَّـطِ الذي
يَطويهِ مَـوجٌ مِن زِحـافِ الـمَــدِّ
أرتـدُّ مـا بيني وبَينَـكِ خِـلْسَــةً
كي لا أرى نفسي أُبـَدِّلُ جِـلـدي
وكما يَذوبُ الوقْتُ بينَ أنامِلَ الْ
لحظاتِ إذْ ألـقـاكِ ليلَةَ سعْــدي
يحتَّدُّ في رُوحي شُعاعٌ مُلـهـمٌ
كالدِّفءِ يسعى في شُقوقِ البَـرْدِ
أشتَمُّ في رضْوَاكِ عِطْرَ حديقَةٍ
تحوي مناحِلُـهـا لـذِيـذَ الـشَّـهْـدِ
وأشبُّ في زيتِ الحنينِ حَرِيقَةً
لتـسَـعِّـرَ الأشــواقُ نارَ الـفُـقْــدِ
وكما يريقُ الفَجرُ أهدابَ النَّدى
وتَذوبُ صُبحاً في خُـدودِ الـوردِ
استقـطِّـرُ الإلهـامَ فِكْرَ قصيـدَةٍ
تنـداحُ دمـعـاً مِـن غُيومِ الوَجْـدِ
وأموتُ كالشهداءِ بينَ مِدادِها
وأرى سناها في سمـاءِ الـخُلْــدِ
عباد الوطحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق