زكية ابو شاويش ( معارضه بعنوان .. الهروب )
قال الشَّاعر / حسين عوفي البابلي :
طالعتُ في مقلِ العراقةِ دارها ___وشممتُ في لغةِ الكرامِ عرارها
معارضة بعنوان :
الهروب إلى البحر _________________البحر : الكامل
حُبُّ الحياةِ محطِّمٌ أسوارها ___ والشَّوقُ يجلو للمنى أسرارها
قد راقَ يومٌ والهوى متحفِّزٌ ___إذ رحلةٌ للبحرِ برَّت جارها
ها نحنُ في صيفِ العناءِ دوارُهُ ___ سئمت جلودٌ والتَّعرُّقَ زارها
لا بُدَّ من دفعِ العناءِ برحلةٍ ___ تُحيي بأنفاسِ العليلِ نهارها
للبحر كانَ هروبنا من قائظٍ ___ يمحوعلى شطِّ النوى أسفارها
يا غزَّةَ الحُبِّ الَّذي ملآَْ الدُّنى ___ والنَّصرُكانَ مصيرَها وقرارَها
قلبٌ كبيرٌ بالحنينِ مُضمَّخٌ ___ يعلوعلى الأفلاكِ يُطفئُ نارها
...................
عانت وفي قلبِ الحزينِ كنارُها ___ عزفَ الأمانَ وقد أدانَ دمارَها
عبرت إليها كُلُّ قافلةٍ بها ___ ذاكَ الوباءُ ولم يُمِت إصرارَها
والحجر كانَ وما يزالُ مُجنزراً ___ما عاثَ في مُدنٍ وشلَّ مدارها
ها نحنُ نمضي في الطَّريقِ لباعثٍ ___أمَلاً على سطحِ الإخاءِ أنارها
ولقد وصلنا شاطئاً متيقِّناً ___ أنَّ الجمالَ لهُ فكانَ جدارها
هبَّت رياحُ الشَّوقِ تبعثُ سابياً ___ لعيونِ مَن حضروافكفَّ شنارها
يا للجمالِ وقد تجاوبَ أهلُهُ ___ مع كُلِّ من قرُبت وشدَّ خمارَها
.................
والموجُ يعلو إذ يُحذِّرُ هِمَّةً ___ فدخولُ بحرٍ هائجٍ ما خارها
من صوتِ إسعافٍ تجنَّبَ سابحٌ ___ ذاكَ الدُّخولَ فقد يهابُ إزارَها
من كانَ في شطِّ المعاني جاهزاً ___ أضحى لهُ قلبٌ يرومُ بِدَارَها
والسَّيرُ يُلهِمُ شاعراً أفكارَهُ ___ وبحورُ قافيةٍ لحرفٍ دارها
تأتي القصائدُ مُفعماتٍ كالَّذي ___ نظمَ اللآلئَ إذ أزالَ محارَها
باتت قناديلُ النوى تأتي لنا ___من كلِّ لونٍ قد أخافت جارها
لدغاتُها تحذيرُ أحياءٍ دنت ___من عرضِ بحرٍ لا يرومُ قرارها
.................
حذفت لنا الأمواجُ كُلَّ غريبةٍ ___ مثلَ العناكبِ إذحملنَ صغلرها
والرَّملُ يحثوهُ الشَّديدُ من الصَّبا___ويكيلُ مِن زبدٍ يُعيدُ كرارها
تلكَ الشِّباكُ بها القواربُ تنحني ___ في شاطئٍ جثمت تُقيلُ عثارها
يا ساكني مُدنَ الجمالِ بربِّكم ___ هل كانَ من غرقٍ ألانَ شرارها؟!
يا ربِّ فارحمنا وكن لبراءةٍ ___ نعمَ المُربي حافظاً أقمارها
إنَّ الطعامَ حلا بُعيدَ سباحةٍ ___ والجوعُ لم يرحمْ بطوناً مارها
والعودُ للماءِ الَّذي مِن غطسةٍ ___ قد جرَّ أعواناً وكفَّ شنارَها
.................
ها قد توافدَ للشَّواطئِ حاملٌ ___ همَّ الحياةِ مُداهنٌ أوزارها
سبحانَ مَنْ أعطى البحارملوحةً ___حفظت لنا حيَّاً يرومُ فنارها
تلكَ القواربُ قد حظينَ بصائدٍ ___من كُلِّ نوعٍ كانَ حوتٌ زارها
حمداً إلهي بعدَ كُلِّ مشقَّةٍ ___ تحلو النُّفوسُ وتنتقي أزهارها
ونعودُ قد تركت شواطئنا شذى ___من كُلِّ ودٍّ قد أدامَ عرارها
قد راقَ يومٌ والحياةُ مريرةٌ ___ تهفو لكلِّ مُفرِّحٍ أعمارها
صلَّى الإلهُ على النَّبيِّ محمَّدٍ ___ ما دامَ حيٌّ قد أدامَ بحارها
.................
الأربعاء 24 ذو القعدة 1441 ه
15 يوليو 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق