أسى وبحر الطويل
--------
ألا فارجِعي ياعُتبُ هاتِي عن الصِّبا
وقولِي لِخلاّني ألستُ الذي صَبا
إليكُم وكُلِّي من بُعادي قضَى النَّوى
وما قَيَّضَ التَّرحالُ منِّي فأتعَبا
وغيضِي من الخِلَّان يطوي عزِيمَتِي
وما نابَنِي في الدّهرِ والضَّيمُ لاعَبا
سَبَتنِي المَنايا واستباحَت مَسرَّتي
وحَارَت بها الأرزاءُ فيمَن تكرَّبا
تناءَت بيَ الأيامُ في كلِّ حِقبةٍ
تُنادي سَدوفَ الّليلِ ليلاً فأوصَبا
تنادَت به الفلواتُ من كلِّ هَجعَةٍ
وما غابتِ الأوهامُ يوماً وما كبَا
سُهادي عن الأحلامِ يدنُو مُعاقِباً
وما جاوبَ الإيقاعُ قلباً تنَكَّبا
بَلانِي من الأوصابِ ما هدَّ مِعصَمِي
وغالَت به الأوصالُ حتّى تندَّبا
سأشكُو مآلي الهُدبَ يوماً فضَلَّنِي
وبانَ التِماسِي للقرارِ الّذي نَبا
وما حَكَّ جِلدِي في المَنايا الّتي سجَت
سِوَى حَكِّ ظِفري في لِحَائِي فأجرَبا
فعاهدتُ أحداقي بأنِّي سأرتَدِي
جَلابِيبَ شِعري في سطُوري فأطرُبا
رويتُ الخطايا للجنانِ الّذي جَفا
تلابيبَ أوصالي وفي البالِ أطنَبا
وفي اليَومِ من ألقاهُ يهوى عباءَتي
سأهدِيهِ أحلامي وأسعى مُصَوِّبا
-----
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق