الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

ضمد كاظم الوسمي... غني الهزار

 غنى الهزار

*

إِذا غَنّى الْهَزارُ عَلى الْقُصورِ

تَراقَصَتِ الْهَوادِجُ بِالبُدورِ

*

وَأَنْشَدَ مِنْ تَرانيمِ الْأَماني

فَأَسْفَرَ لَيلُ رَبّاتِ الْخُدورِ

*

ثُغورٌ بِالرُّضابِ مُشَرَّباتٌ

وَأَزْهارٌ مَتَحْنَ مِنَ الْعُطورِ

*

وَأَعْطافٌ كَأَغْصانٍ تَهادَتْ

بِأَجْنانٍ تَرَدَّتْ في الشُّغورِ

*

وَكَأْسٌ مِنْ طِلى الْأَنْخابِ تَجْلو

نَسيماً بَلَّ أَشْواقَ الدُّهورِ

تُغَنِّجُها الْخَمائِلُ وَالْمَغاني

مُوَرَّدَةُ الْمَفاتِنِ وَالثُّغورِ

*

أَلا فَاحْزِرْ زُهوراً مِنْ خُدودٍ

تُضَوِّعُ أَمْ خُدوداً مِنْ زُهورِ

*

وَلَمْ أَعْلَمْ صُدوراً مِنْ حَمامٍ

تُحَفِّزُ أَمْ حَماماً مِنْ صُدورِ

*

وَما أَدْري كَأَنَّ الْكَفَّ طارَتْ

مَتى يُبْدينَ في عَطْفِ الْخُصورِ

*

مَباسِمُهُنَّ كَالدُّرِّ اللّآلي

تُهيلُ الْقَلْبَ في نَورٍ وَنُورِ

*

تَرى لُطْفَ الْقُدودِ غَداةَ ماسَتْ

كَما الْأَسْماكُ تَسْبَحُ في النُّهورِ

*

وَيَومَ لِحاظِها تَبْكي سِهاماً

تُريكَ الْوَجْدَ في كَمِّ النُّذورِ

*

عَلى الْألْحاظِ هُدْبٌ أَمْ نِبالٌ

يُرامِينَ الْفَتى مِنْ فَوقِ طُورِ

*

رَقى وَجَناتِها نَجْمٌ وَخالٌ

 يَغارُ مِنَ الْأَهِلَّةِ في النُّحورِ

*

كَأَنَّ الْبَدْرَ فَضَّضَهُ فَريصٌ

وَأَنَّ النَّجْمَ أَفْتَرَ في الْفُتُورِ

*

وَأَنَّ الثَّغْرَ بُسْتانٌ وَوَرْدٌ

تُغَرِّدُهُ الْعَنادِلُ في حُبورِ

*

تُغازِلُني بَأَوتارٍ وَلَحْنٍ

وَتُدْنيني بِكَأْسٍ مِنْ خُمورِ

*

تُعاتِبُني بِغَمْزٍ فيهِ غَضٌّ

فَأَلْمَحُ في مُحَيّاها سُروري

*

وَأَلْمَحُ في فُؤادي شَهْرَزاداً

أَزيلُ بِها مِنَ الدُّنْيا غُروري

*

وَرُحْنا في بَشاشاتٍ وَضِحْكٍ

نَسيرُمِنَ الْعَشِيِّ إلَى الْبُكورِ

*

ضمد كاظم الوسمي

العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق