كي تُحدِثَ الفَرقَ
كي تُحدِثَ الفَرقَ لا تستَعْطِفَنْ أحَدا
من أُسِّ عزمِكَ فَلْتَستحضِرِ المَدَدا
الحُرُّ يسعى وما لانتْ عزيمتُهُ
فَلْتركَبِ الموجَ حتّى يقذِفَ الزّبَدا
بأُمِّ عَيْنَيْكَ حَدِّقْ وابتدِرْ هدَفاً
إيّاكَ وأدَاً لِحُلْمٍ بَعدَما وُلِدا
ولْتُعطِ نفسَكَ بعدَ الجُهدِ فُرصتَها
من قبلِ أن يُصبِحَ المأمولُ مُبتعِدا
لا تقنطَنَّ إذا واتتكَ مُعضِلَةٌ
فالشّوكُ باتَ لِوَردٍ يانِعٍ عَضُدا
الطّلُّ يبدو خفيفاً حينَ نشأتِهِ
وبعدَ طَلٍّ يجودُ الغيثُ مُضطرِدا
والنّهرُ في سيرِهِ يجتاحُ أودِيَةً
حتّى يُعانِقَ بحراً ماءَهُ رَفَدا
وجُرأةُ المرءِ قد تُدني مطالِبَهُ
فيما أردتَ تحرَّ الكَيفَ لا العَدَدا
فالأُسدُ في الغابِ تُخشَى من جراءَتِها
لا يُؤمَنُ الّليثُ لو قد كانَ مُنفَرِدا
مَن أسلَمَ النّفسَ للتّسويفِ من وَجَلٍ
ما نالَ خيراً وقد أعياهُ رَجْعُ صدى
دربُ العُلى مَهرُها بذلٌ وتضحِيَةٌ
ولْيندُبِ الحظَّ مَن عن إرْبِهِ قعَدا
حموده الجبور /الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق