خيوط الربيع
جمع الربيعُ خيوطَهُ و مغازله
وأعدَّ للسفرِ الطويلِ الراحلة
والصيفُ أقبلَ في مروج قصائدي
مابالُ شعري مذ حُرِمْتُ مناهله
وانهالَ في الآفاقِ دمعُ مودعٍ
فالحبُّ غادرَ أهلهُ ومنازله
وعلى دروبِ البينِ وجدُ مسافرٍ
والشوقُ يقتلُ إنْ تَعَمَّقَ حامله
والليلُ أقسى من روايةِ عاشقٍ
صوفيةٍ في الوصلِ ليستْ عادلة
البدرُ غادرَ فيهِ قلبَ مداره
والشيبُ أعملَ في القصيدِ معاوله
ليتَ الذي تهواهُ مثلكَ واجدٌ
أم قلبك القدِّيسُ يهوى قاتله
كالشمسِ كالقمرِ المغادرِ ليلهُ
كلُّ المشاعرِ مائلاتٌ آفلة
إلا هواكَ وفي حشاكَ سجونهُ
وصنعتَ من صبرِ المحب سلاسله
يا أيُّها الشجنُ المسافرُ في دمي
رُحْمى جوابكَ ! كيف يُضني سائله
ما بالُ أُفْقِ العاشقينَ عواصفٌ
والريحُ تعوي والقوافي قاحلة
والصمتُ دأبي والفراقُ مطيتي
إنْ هَمَّ وصلٌ الحرفِ أذكى عاذله
كم جدَّ بالتذكارِ جرحٌ غائرٌ
لمَّا سقتنا الهجرَ أيدٍ راحلة
وتوقفت لغةُ الحوارِ وأَغْرقتْ
عينايَ من دمع الفراقِ أنامله
هلَّا تركتَ البينَ إنَّكَ قاتلي
وأَعَدْتَ للبحرِ الخِضَمِّ سواحله
وأقمتَ محراباً بساحِ أضالعي
فرضُ الولاءِ بهِ وضوعُ النافلة
وأعدت للروض المعنى غصنه
وورودَهُ ونسيمَهُ وبلابلَه
فالعمرُ يمضي دون وصلكَ ضائعاً
لا لونَ فيهِ ولا طَعِمتُ مراحله
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق