عابر سبيل، لا عيدٌ في الجوار هذه المرة
١ (ذكرى) رغماً عن أنفي جعلني أتنهّدْ، بائع العطور الحقير، هو لايعرف أيُّ ذكرى أعادها لي، حين نثرَ شذاه يميناً وشمالاً!.
٢ (لا أحد) من المفترض أن أبكي الآن، ومن المفترض أن يربّتُ أحدهم على كتفي، لكن تباً، لاشيء من هذا حصل، لا أنا بكيت ولا أحدهم ربّتَ على كتفي!.
٣(سنة من الحجارة) في أكفّنا ثمة حجارة، تكفي لكلينا، وعلى ضفاف النهر نفعلُ ذلك، نرمي الحجر تلو الحجر ثم نتنهّدْ، نحدّقُ بعدها للاشيء، نفترق، ثم نعاود اللقاء، لكن بعد سنة من الحجارة!.
٤(فراق) وهو يرحل، وهو يفعل ذلك اخيراً، فأنه تحسّسَ وسائد فراشنا المشترك، فعل ذلك بوجهٍ مخطوف، لكنه لم ينظر صوبَ صورتي المهتزّة، وهو َيطبقُ الباب خلفه للأبد!.
٥ ( عيد آخر) هذه المرّة أيقظتني أمي عند فجر العيد تماماً، لم تعر بالاً لدهشتي، َتلفتتْ يميناً وشمالاً قبل أن تدسَّ تحت وسادتي نقوداً ورقية، قالتْ وهي تقبّلُ جبيني :
_بعد قليل سيضجُّ بيتنا بصراخ الأطفال، الواجب أن تغتسل وتملأ مقعد أباك، ليتك رأيت كيف احمرّتْ خدود شقيقاتك الفخورات في العيد الفائت، سنعيد الكرّة حبيبي.
٦(مكر) هي لم تمدَّ ضفيرتها الطويلة حتى يتسلّق أميرها ، كان الأمر ابسطُ من ذلك بكثير، والسلّم الذي سرقته من كوخ جدّها وهو يغالب النعاس يَشهدُ على ذلك!.
٧ (كل هذا الحب) انكبّتْ على يده تشمّها وتقبّلها، كانتْ تفعل ذلك في كل موعد يجمعهما في الحديقة وعلى مرأى الناس، أما عن وجهه الُمحمرّ وارتباكه العظيم فلا تسأل، هي لم تكن تبالي!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق