حسن علي المرعي ... ليلاي
. . . لَـيْـلايْ . . .
كَبـيرَةٌ أنتِ في شِـعرِيْ وفي أدَبـيْ
فـوقَ اللَّـواتـي بـِعِـلْمِ الغَـيْبِ لم تَـغِبِ
مـا غـابَ شـارِقُـها لـو بـدَّلـتْ سَـكَـناً
مِـنَ الـزمانِ ومِـنْ عـينَيَّ عنْ كَـثَـبِ
وأشـعـلَتْ كـوكباً مِنْ وحـي صافِـيَةٍ
تـنـزَّلَـتْ بـينَ ذي وادٍ وذي قُــبَـبِ
فَـكُلُّ حَـرفٍ على طُـورَيْـكِ غـازلـني
قَـبَـستُهُ سـارِقاً مِـنْ جـانـبَـيهِ نَبـيْ
حَـسْبُ الـنُّـهودِ ولا شَـيْءٌ يُـعادِلُــها
والـوزْنُ بِـالنُّورِ فَـوقَ الوزْنِ بِالذَّهَـبِ
فــأنـتِ إســــمٌ إلــى ذاتٍ أُبـَلِّـغُـهـا
ما حَامَ بالـقَلبِ مِنْ عُـتْبى ومِنْ عَتَـبِ
كَـنَّـيْـتُ عـنـْها بِـمَا أولَـيْـتِـني غَـزَلاً
مـِنْ لَـفَّـةِ الـسّاقِ حتّى رفَّـةِ الهُـدُبِ
وما اسـتعرتُ سـوى قـاموسِ أسـئلةٍ
أجـابَ عـنْ بـعـضِها نَـهدٌ ولـم يَـجِـبِ
فـإنْ تَـشــبَّـهْـتِ فـي لـيلـى بـأربَــعةٍ
مِـنَ الـحـروفِ فَعـنْ قَـصـدٍ بـلا أرَبِ
أو أنَّ عـينَـيْكِ فـيما أشـرعَـتْ سُـفُـنـاً
بِـها جِـناسُ الـطِّلا والطَّـلِّ والـطَّـربِ
وأنَّـكِ الـوردُ حَـلَّـتْ فـيهِ رائـحـةٌ
مِـنْ نَـشْـرِ خـدَّيـكِ بين الـجَـدِّ واللَّـعِبِ
أرضِــيَّةٌ أنـتِ يـا لـيلـى وبِـيْ ثِـقَـةٌ
يـؤولُ إنْ عَـقَّـدَ الـتُّـفّـاحُ لِلحَـطَــبِ
فـلا تَـظُــنِّيْ ومـا عَـيْـنـاكِ تَـسْــكبُـهُ
مِنَ القصائدِ في كـأسَـينِ مِنْ حَـبَـبِ
بَـأنَّـكِ الـرّاحُ فـي أثــداءِ خــابِـيـةٍ
تـفـيَّـأتْ ظِـلَّ عـنقودَيـنِ مِـنْ رُطَـبِ
شِـعرِيْ تَـسامـى إلى بـيـتٍ وتَـسكُـنُهُ
بَيضاءُ في نُـوَبٍ والقلبُ في طَـرَبِ
كُلُّ الـوُرُودِ الَّتيْ في كَـفِّ قافِـيَتيْ
إلــى بَـلاغَـتِـها بـالـحَـرفِ والـنَّـسَـبِ
لَيْـلايَ فـَوقَ الَّتيْ لا قَـلْبَ يَـحكُمُـها
وفَوقَ فَوقَ الَّتيْ صـامتْ على جُـنـُبِ
تَـجُـلُّ لَيـلَـى وإنْ أرخَــتْ ذَوائِــبَـها
على القَـوافيْ وأبْـدَتْ طَيَّـةَ الرُّكَـبِ
تَـجُـلُّ لَـيلَـى وإنْ نـادَمْـتُـهـا زَمَــنَاً
وناولـتْني بـغُـصنِ الفُـسْتُـقِ الحَـلَـبِيْ
تَـجُـلُّ لَـيلَـى وإنْ كانَــتْ مُـعـلِّـمـتي
فَـنَّ ارتِـشافِ اللَّـمى إلّا مِنَ السَّـببِ
فَهَـذِهِ طِـيْنَـةٌ و الـطِّـيْنُ مُـخْـتَلِــفٌ
مِـمّا بِـــلا أدبٍ أو كـــانَ مِـنْ أدبِ
وطِـينُ لَيـلَـى كَـما شِـعـرِيْ بِغُـرَّتِـها
مِـمَّا تَـوَجَّـعَ بـَينَ الـرِّيـحِ و القَـصَبِ
راحٌ أُطـالِــبُها فـي صَـدرِ مُـرمِـنَةٍ
ورُوحُ جُـورِيَّـةٍ تَـأْتِـيْ بِــلا طَـلَـبِ
ويَـجْـمعانـي سُـؤالاً تحـتَ دالِـيَـةٍ
مِنْ مَـفْرقِ الشَّـعرِ حتّى مَـفْرقِ التَّعَـبِ
تُجـيبُ لـيلى وياما أضمرَتْ جُـمَلاً
خوفاً على لُغـتي مِنْ سَكْرَةِ الكُـتُبِ
ها تِلْكَ لَـيلَى وكأسي بَعضُ ما وسِعَتْ
ولا عِـتابٌ على المَعـنَى مِنَ العِنَـبِ
الشَّاعِر حسن علي المرعي
٢٠١٨/٧/٣١م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق