الأحد، 9 أغسطس 2020

زكية ابو شاويش... التحدي

 التَّحدي __________________________البحر : البسيط


قد عشتُ في  زمنٍ قد راقهُ السَّفرُ ___ لكلِّ  منطقةٍ يحيا بها  الحضرُ


حتَّى   تُركتُ  بقفرٍ  ليسَ  يرغبُهُ ___ من  شدَّهُ   وجدٌ  فراحَ  يعتمرُ


تمرُّ  أيَّامُ  صيفٍ  كادَ  يحرقني ___ لا من ثمارٍ بدت والزَّهرُ  ينتحرُ


مني العزيمةُ خارت إذ عطشتُ وما ___من راغبٍ بوصالٍ والهوى عسِرُ


لم يهدأ  الجذرُ في  بحثٍّ يؤمِّنُهُ ___ إنَّ  الحياةَ  لها في  القلبِ  مُنتصرُ


..................


لا لن تموتَ لنا الأغصانُ إذ زحفت ___منا  الجذورُ إلى ماءٍ  لهُ الأثرُ


قد  بتُّ  شامخةً  واللهُ  يكلأُنا ___ وذاكَ  فضلٌ  رعانا  من  لهُ  القدَرُ


في البعد ترنو لنا سيَّارةٌ وقفت ___ تحتاجُ  ظلاًّ  ظليلاً  ليسَ  ينحسرُ


أوراقنا انتفضت زهواً وقد رغبت___في نشرِ ظِلٍّ لمن يأتي إذا عبروا


فالحبُّ منغرسٌ في قلبِ من كرموا___ وبالعطاءِ سنحيا ما لهم  خسروا؟!


.................


نحنُ الَّذينَ صبرنا والهوى ألقٌ ___ نبقى على العهدِ من فضلٍ لمن سبروا


روحُ  المودَّةِ قد  تُنهي  لنا  ألماً ___وبالوصالِ يجودُ الخيرُ  ما انتظروا


لا يأسَ من كرمٍ والقحطُ في زمنٍ___ قد  ينتهي  بنوالٍ  والأُلى  خبروا


من عهدِ يوسفَ والخطَّابِ إذ وفدت___ لهم وفودٌ فكانَ الخيرُ إذ جبَروا


هذي أماناتُ مَن للخلقِ موصلها ___يُجزى على حملها أضعافَ من شكروا


................


إنَّ  النَّباتَ  لهُ  روحٌ  يُعذِّبها ___ إهمالُ من قدروا والوصلُ يُنتظرُ


وكلُّ  حيٍّ  لهُ  حقٌّ فلا  بطرٌ ___ ينهي  حياةً  لمخلوقِ  وذا خطرُ


يحتاجُ كُلُّ امرىءٍ ما عندَ بارئِهِ ___فلا يُغرُّ  قويٌَّ  إن  بِهِ  اندحروا


صلَّى الإلهُ على من جادَ في وصلٍ ___ بكلِّ ما ملكت أيدٍ لمن حضروا


صلُّوا  عليهِ  وسلِّموا  وتعلَّموا  ___من  كلِّ فعلٍ  كقولٍ كانَ ينهمرُ


.................


الأحد  19  ذو  الحجَّة 1441  ه


9  أُغسطس 2020   م


زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق